2009-02-25 • فتوى رقم 36633
كنت أعاهد الله ألا أنظر إلى المواقع الإباحية ثم أرجع في عهدي بحجة معرفة كيف يتم الجماع بين الجنسين، ثم أتوب من ذنبي لرؤيتي الحرام، وأتوب من مداعبتي لذكري كي أسكت شهوتي التي تثور بعد رؤيتي لذلك هذا إن لم أستحلم، ثم لا أدري كم يمر من الوقت ربما سنة أو شهر أو بضعة أيام فأجد نفسي أبحث عن هذه الأفلام الخليعة للسبب نفسه، فأحاول غض بصري عن صور النساء مع الإصرار على الحصول على فيديو يشرح الجماع، ثم أتوب توبة نصوحة على الأرجح، تكرر معي هذا مرارا و تكرارا، لكن بعد التوبة أمسح ذاكرتي من تلك الصور و إذا تذكرتها أتجاهلها، و أكثر من الصيام لأنني لا زلت أعزبا، إلا أني اليوم بعد رؤيتي لفيلم فنون الحرب وجدت نفسي أبحث عن الصور الخليعة ولم أصل الفجر في وقته ثم لما تذكرت معصيتي أعلل نفسي بأنني أبحث عن المعرفة (الجماع، وشكل المرأة) حاولت التوبة ومسح الصور من ذاكرتي إلا أنني لم أفلح، بل تعرض علي حتى في صلاتي، إني أعاهد الله ألا أكرر ما فعلت، لكنني أخشى أن يتكرر معي الأمر، أحيانا أفكر في الدعاء على نفسي بالعمى أو أفقؤ عيني.
أفتوني جزاكم الله خيرا.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فكل ما تبرر به لنفسك هذا النظر المحرم من وساوس الشيطان ومكائده ليوقعك في المحرمات، فعليك بمجاهدة النفس، والتذكر الدائم لله تعالى، وأنه مطلع على جميع حركاتك وسكناتك، لا تخفى عليه خافية، وأن تذكر الموت والحساب والنار، وعليك أن تكثر من الالتجاء إلى الله تعالى، وتعلن له عجزك وضعفك، وتطلب العون والثبات منه، فذلك أنفع علاج لما تعاني منه، مع التخلص من الجهاز الذي تنظر من خلاله إلى هذه المحرمات، وعليك بالبعد عن الأسباب المسببة للمعصية ذاتها مع غض البصر عما حرم الله، وترك رفقاء السوء، ثم الانشغال بطاعة الله سبحانه تعالى ومراقبته وكثرة الذكر له، والتذكر الدائم للموت، ثم الانشغال بعمل علمي أو مهني يشغل كل الوقت، مع السعي للزواج ما أمكن، والاستعانة بالصوم فإنه وجاء ووقاية كما أخبر النبي صلى الله تعالى عليه وسلم، وبإمكانك أن تقطع طريق المعصية بالتخلص من الجهاز الذي تشاهد به هذه المحرمات، وأسأل الله تعالى أن يثبتك على طاعته، ويحفظك من معصيته، إنه سميع مجيب.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.