2009-03-02 • فتوى رقم 36678
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحيه طيبة وبعد: أنا شاب عربي مقيم بالكويت، وأرغب في التقدم لخطبة فتاة من بلدي على دين وخلق ومستوى اجتماعي وعلمي راقي، وأهلها موافقون علي لأنه ولله الحمد نحن متكافئين في كل شيء تقريبا، ولكن أبي رفض الموضوع نهائيا لأن أباها معتقل سياسي منذ سنوات بحجة أن هذا قد يؤثر عليا، وعلى أولادي في المستقبل من ناحية الاحتكاكات الأمنية ببلدي.
بالرغم من أن خالها عضو بارز في الحزب الحاكم وأعمامها بعضهم ضباط شرطة كبار، ومن عائلتهم مناصب سياسية كبيرة.
وأنا لا أريد أن أعق أبي ولكني في نفس الوقت هذه حياتي التي أنا سأختارها، وأنا الذي سأتزوج، وأشعر بأنني إن لم أتزوج منها فسأضع فكرة الزواج جانبا لمدة سنوات ربما تطول، وخاصة وأن عمرى 28 سنة.
فهلا أرحتم بالي؟
بارك الله فيكم وفي موقع ونفع بكم الإسلام و المسلمين...
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فعليك أن تحاول إقناع والدك بهذه الفتاة بأسلوب لطيف وبكل احترام، فإن رضي بذلك تكون قد فزت بالأمرين معا بالفتاة وبرضا والدك.
وإلا فالأفضل لك البحث عن فتاة أخرى ترضي بها الله عز وجل ووالدك ونفسك، وتعتذر للأولى بعدم موافقة أبوك عليها، وأوصيك
بصلاة الاستخارة فبها يوجهك الله تعالى إلى ما فيه الخير إن شاء الله تعالى، فهو وحده علام الغيوب، وصلاة الاستخارة تكون بصلاة ركعتين لله تعالى نفلاً في وقت تكون فيه نفس المصلي مطمئنة ومرتاحة، ويحسن أن تكون بعد صلاة العشاء، وفي غرفة هادئة، فيصلي المستخير لله تعالى في أمر مباح ركعتين، ثم يجلس بعدهما متجها للقبلة ويدعو الله تعالى بدعاء الاستخارة المأثور، (اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فاقدره لي ويسره لي، ثم بارك لي فيه، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فاصرفه عني واصرفني عنه، واقدر لي الخير حيث كان، ثم رضني به)، ثم يسمي حاجته، ثم يغمض عينيه ويتفكر في قضيته التي يريد الاستخارة فيها، فإن انشرح قلبه لها مضى فيها، وإلا أعرض عنها، فإذا لم يحس بشيء يصلي لله تعالى ركعتين مرة ثانية، ثم يدعو الله تعالى مثل الأولى، ويتفكر أيضا ، فإذا لم يتضح له شيء يعيد الصلاة والدعاء والتفكر إلى سبع مرات، ثم ينام ويترك أمره لله تعالى، وهو سوف يوفقه إلى ما فيه الخير من حيث لا يدري إن شاء الله تعالى. وليس هنالك سور محددة لصلاة الاستخارة، وإذا قرأ المستخير في الركعة الأولى (قل يا أيها الكافرون)، وفي الثانية (قل هو الله أحد)، كان حسناً.ب
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.