2009-03-09 • فتوى رقم 36690
أنا شاب في الثانية والعشرين من عمري، والدي مقتدر ولديه الكثير من المال، ولكني أعلم أن جزءا كبير من هذا المال حرام، واختلط الحرام بالحلال، لا أعرف ماذا أفعل حيث أني في بداية عمري، وليس لدي المال الذي أغطى به احتياجاتي، أرغب بالزواج من فتاة أحبها، وهي تعلم ظروفي، ولديها الاستعداد للوقوف بجانبي، ولكن أخشى ضياعها مني حيث أنه قد تقدم إليها الكثير من الخطاب، هل لي أن أتزوج من مال أبي فليس أمامي غيره، أنا عاهدت الله على تطهير هذا المال ورد الحقوق إلى أصحابها عندما أرثه، ولكن الآن ليس أمامي سوى الزواج من ماله، أنا حاليا أنتظر العمل، ولكن العمل لن يمكنني من سد احتياجات الزواج، فماذا أفعل؟ كما أن أهلها يشترطون امتلاكي سيارة فهل يجوز شراءها من مال أبي؟
فهذا الشبح يطاردني لا أعرف من أين أبدأ حياتي، فكرت بإقامة مشروع، ولكني لم أجد سوى هذا المال، وفكرت بالسفر إلى الخارج، ولكني ليس لدي تكاليفه، ماذا أفعل أرجوكم أفيدوني هل يجوز لي إقامة مشروع من هذا المال؟
ماذا أفعل كي أبدا حياتي وأتجنب الحرام؟ من أين آتي بالمال كي أتزوج؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فالتنزه عن مخالطة من ماله حرام أو فيه شبهة الحرام أولى تنزها، وكذلك الأكل من ماله، والأخذ منه، ولكن لو احتاج الإنسان إلى مخالطته والأكل من ماله، لقرابة أو جوار أو غير ذلك، فلا مانع من ذلك، لأن الحرمة تتعلق بذمته وليس بعين ماله.
وحاول أن تستمر في نصح والدك بالكلمة الطيبة، لكي يبتعد عن اكتساب المحرمات، ويتوب من ذلك ويرد الحقوق إلى أصحابها قبل يوم لا ينفع فيه درهم ولا دينار.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.