2009-03-16 • فتوى رقم 36762
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أصبت بمرض الوسواس القهري والحمد لله على كل حال.
والمشكلة الكبرى لدي الآن هي في غسل الجنابة، حيث إنني دائماً أشك في صحة الغسل، وعندما أرجع إلى كتب الفقه القديمة لا أجد بها ما أستطيع دفع الوسواس عن نفسي به، خاصة وأننا في هذه الأيام نغتسل بأدوات مختلفة عما كانوا يفعلونه قديما، لذا أرجو من فضيلتكم التكرم بالإجابة على الأسئلة أدناه بما يتوافق مع طريقة الغسل الحديثة والتي تكون باستخدام الدوش عل ذلك يكون سبباً في دفع الوسواس عني وعن أمثالي ممن ابتلوا بهذا المرض:
1- عند الاغتسال هل يشترط أن أقوم بإدخال الماء داخل الأذن، وهل يكفي في غسل الأذن إمرار الأصبع وهي مبتلة بالماء على غضاريفها الخارجية فقط؟
2- قرأت أنه يجب أن يصل الماء إلى ما بين الإليتين في الغسل مع أن ذلك لم يرد في نص حديث النبي صلى الله عليه وسلم الوارد فيه صفة الغسل، فكيف أقوم بذلك وأنا مطمئن إلى وصول الماء إلى هذه المنطقة أثناء الاغتسال باستخدام الدوش؟ وهل يجب إيصال الماء إلى فتحة الشرج، حيث إنني أحيانا ومع الوسواس أضطر إلى استخدام الشطاف الخارجي، ويكون اندفاع الماء فيه شديدا جدا مما قد يؤدي إلى الأذي الصحي بما أنني أبالغ في الغسل به من جراء الوسواس؟
3- هل يجب أن أقوم بتخليل شعر الرأس واللحية في الغسل، وكذلك أصابع اليدين والقدمين، وكيف يحصل هذا التخليل الذي يمكن أن أطمئن إلى أنه وصل الماء إلى أصول الشعر به؟
4- عند غسل الذكر وهو يكون بالطبع في حالة ارتخاء هل يجب دلكه أو شده أم يكفي أن أقوم بتوجيه الدش إليه مثلا مع عدم الدلك أو مسه، مع العلم بأني أكون قد أزلت الأذى قبل ذلك عنه؟
5- هل يجوز لدفع الوسواس أن أقوم بغسل رأسي مثلا أو أي عضو بالصابون أولا ثم إفاضة الماء عليه بعد ذلك حتى يكون ذهاب الصابون دليلا لنفسي على التأكد من وصول الماء إلى العضو، هل يكون الغسل صحيحا ومجزئا إذا قمت به بهذه الكيفية؟
6- قرأت كثيرا وعلى أكثر من موقع أن العلاج الناجح للوسواس هو اللهو عنه، وعدم الالتفات إليه، ولكني أجد في نفسي حرجاً شديدا وخوفا كبيرا إذا اعتراني الشك أثناء أو بعد الغسل من أنني إذا لهوت عن ذلك يكون ذلك تقصير مني، وبالتالي لا تصح العبادة بذلك وما يترتب عليها من صلاة مثلا، فهل يجوز ألا ألتفت إلى ما في نفسي من هذا الشك مهما كانت قوته وحجمه وتكون العبادة صحيحة ومجزئة مع ذلك، علماً بأني قد أتعمد التجاهل لدفع الوسواس، فهل لا يعد ذلك تقصيرا تبطل العبادة به، ولو فرض أنه بالفعل كانت هناك جزئية لم يصل الماء إليها، فهل يحاسب الله العبد على ذلك أم تكون عبادته صحيحة؟
جزاكم الله خير الجزاء وجعلكم ممن يفرجون كربات المسلمين.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فلا يجب غسل داخل الأذن ولكن مسحها بالماء فقط، والواجب في الغسل تعميم جميع البدن بالماء بما في ذلك بين الإليتين مع فتحة الشرج الظاهرة وذلك سهل ويسير يمكن فعله باليد ولا حاجة إلى الوسوسة.
_ يجب تخليل الشعر كله في الغسل، شعر الرأس واللحية وشعر كل الجسم...وكذلك أصابع اليدين والرجلين، وكل ذلك سهل ويسير وبسيط ولا يحتاج إلى وسوسة وتشكك.
_ المهم أن يصل الماء إلى كل أجزاء الجسم بما فيه الذكر وغيره، ولا يشترط الدلك إلا إذا وجد من المواد ما يمنع وصول الماء للعضو بدون دلك.
_ لا مانع مما ذكرت في الفقرة الخامسة.
_ إن علمت من نفسك أنك عممت جسمك بالماء فعليك أن لا تعود للتفكير والتشكك في الأمر، فبذلك تقطع الوسواس، وعباداتك بعد ذلك صحيحة إن شاء الله.
_ الوسواس مرض نفسي كسائر الأمراض الأخرى، يصيب كثيراًً من الناس، ولا ينبغي الاستسلام له أو الخوف منه، ولكن لا بد من الدعاء إلى الله تعالى بصرفه.
وأرجو أن تكثر من قراءة القرآن والصلاة على النبي صلى الله تعالى عليه وسلم، فهي تشرح الصدر وتيسر الأمور كلها، وسوف أدعو معك الله تعالى أن يصرف ويخفف عنك ما أنت فيه إن شاء الله تعالى.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.