2009-03-19 • فتوى رقم 36811
عندما يتراكم العقوق على شاب من طرف أمه وسامحته هي بعد ذلك على كل صغيرة وكبيرة، وحتى مالها الذي سرقه منها أو غله أو أخذه بدون علمها، أو غش أو كذب عليها، هل إذا سامحته قبل الفجر في وقت السحور يستجيب الله للأم المسامحة لابنها العاق ومادليل ذلك؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فحق الأبوين على الأولاد كبير جداً، ولا يجوز للأولاد التنكر لهذا الحق مهما قصر الأبوان في حقهم، وعليهم القيام به في حدود الإمكان، وعليهم أيضاً ترك محاسبة الآباء أو الأمهات عن تقصيرهم في حق الأبناء (إن وجد)، فبرُّ الوالدين باب عظيم من أبواب الخير والقرب من الله تعالى لا ينبغي للولد أن يحرم نفسه من ولوج هذا الباب.
قال تعالى في حق الأبوين:(( وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْناً وَإِن جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ)).(العنكبوت:8)، وإذا سامحة الأم ابنها بكل ما كان منه، وأعلمها أنه أخذ منها دون علمها وسامحته بذلك، سامحه الله تعالى عندئذ إن شاء الله تعالى.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.