2009-03-19 • فتوى رقم 36813
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
أعمل طبيبة تخدير واستدعيت للعناية المركزة لإسعاف مريضة كانت في حالة نقص شديد في الأكسجين من تجلط دموي في الأوعيه الرئوية على الأغلب من النظرة الأولى، وكانت المريضة في حالة خطيرة من انقطاع الأكسجين عنها، وكانت شديدة الزرقة، وتستدعي إدخال أنبوب للتنفس من خلال الفم، ولكنها كانت شديدة الهيجان، وضغطها منخفض فاضطررت أن أقوم بحقنها بمادة مهدئة، ونظرا لصعوبة الموقف وارتباكي أمرت بإعطاء كمية أكثر من اللازم، وماتت المريضة فورا. سألت أحد أقاربي، وقال لي أن لا شيء علي لأنها كانت ستموت لصعوبه حالتها، وأنا لا أعرفها، ولا أعرف أحدا من أهلها، فما حكم الشرع؟ وكيف أدفع الدية إن لم أعرف أهلها؟
ولكم جزيل الشكر.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فإذا تأكدت أن الموت كان بسبب خطئك، وكان ذلك لا يحصل عادة من أمثالك، فهو تسبب بالقتل عند بعض الفقهاء، وفيه الدية على عشيرتك وليس عليك، وعليك جزء منها بسيط كأي فرد من أفراد أسرتك أو عشيرتك، وتدفع الدية لورثة الميت إذا طالبوا بها، ومقدارها يساوي قيمة (4،25) كغ من الذهب الخالص (عيار 24) ، وعليك الكفارة عند بعض الفقهاء، وهي صيام شهرين متتابعين(من الأشهر الهجرية)، أو ستين يوما متتابعة مطلقا، ويمكن أن تصوميها في الشتاء البارد الذي يقصر نهاره على قدر إمكانك، ولا بديل للصوم عند أكثر الفقهاء، وقال الشافعية بجواز دفع بدل يساوي إطعام ستين مسكينا عند العجز عن الصوم، وإطعام المسكين يساوي قيمة 2،5 كغ من القمح تدفع لستين فقيراً، ويرى البعض أن الكفارة مندوبة لا واجبة، أما إن لم تتأكدي أن الموت كان بسببك، أو كان ذلك يحصل من أمثالك بحسب العادة، فلا دية عليك إن شاء الله ولا كفارة، لكن عليك أن تتوبي وتستغفري وتكون حريصة على تجنب الأخطاء في المستقبل، وإن وجبت عليك الدية فعليك البحث عن أهل تلك المرأة، وربما أعانك ذلك القائمون على المركز الذي ماتت فيه هذه المرأة.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.