2009-03-19 • فتوى رقم 36825
أنا متزوج وعندي الآن أربعة أطفال، ومنذ ست سنوات تعرفت على فتاة أحببتها وصارحتها برغبتي بالزواج منها، ورفضت في البداية ثم وافقت عندما تأكدت أنني قادر على العدل بينها وبين زوجتي وصارحت أهلي وأهلها برغبتي بالزواج منها إلا أن زوجتي رفضت وخيرتني بينها أو أن تطلق وتأخذ الأولاد كما أن والدي الفتاة رفضوا رفضا باتا، واستمرت المشاكل لمدة أربع سنوات نحاول أن نقنع فيها هذه الأطراف دون جدوى، والمشكلة أنه مع طول المدة ازدادت العلاقة بيننا ووقعنا في الخطيئة، وصرت أعاشرها معاشرة الأزواج لمدة ثلاث سنوات، وكنت أخبر كل الناس أنها زوجتي أمام الله إلا أنه لا يوجد ورقة رسمية بذلك، ولم يعقد الكتاب عند مأذون ونتيجة لهذه المشاكل وخوفي على أولادي اضطررت لترك هذه الفتاة بعد إجراء عملية ترقيع لكي تستطيع الزواج مرة أخرى إلا أنها وإلى الآن وبعد مرور سنتين من الانفصال لم تتزوج، ورافضة الزواج متعللة بأن في هذا غش وكذب وباطل زواجها من شخص لا ذنب له، وأنه في حالة ما إن صارحت المتقدم لزواجها بهذا الأمر مخاطرة كبيرة إما في تركها وكذلك في احتمال فضيحتها، ولذلك فأنا أشعر بذنب كبير تجاهها، والسؤال هو: هل لهذه الفتاة حق سوف أحاسب عليه؟
هل لهذه الفتاة حق عند زوجتي لأنها رفضت ما شرعه الله وأصرت على الطلاق رغم علمها بما حدث وبموضوع الدكتور؟
هل يمكن أن أتزوجها دون علم زوجتي وهل سيكون الزواج صحيحا؟
هل يمكن لهذ الفتاه أن تتزوج برجل آخر دون أن تخبره بما حدث وهل سيكون زواجها صحيحا أم من الأولى أن أتزوجها؟
أعرف أن الأسئلة كثيرة ولكن كلها مرتبطة بموضوع واحد، أرجو الإفادة مع توضيح الأدلة من القرآن والسنة.
وشكرا.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
لقد أخطأتما كثيراً في ارتكابكما المحرم الذي نهى الله عنه، وسيحاسبكما الله تعالى على ذلك إلا أن تتوبا توبة نصوحا، وعليكما الآن بعد التوبة النصوح الندم مع الإكثار من الاستغفار، وعدم العود لمثل ذلك في المستقبل.
وباب التوبة النصوح مفتوح لكل عاص، وشرطها الندم والتصميم على عدم العود لمثلها، ثم الإكثار من الاستغفار والعمل الصالح، والتوبة الصادقة النصوح التي يتبعها عمل صالح تمحو الذنوب كلها بإذن الله تعالى، قال تعالى: ﴿إِلا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً﴾ [الفرقان:70].
ثم إن تيقنت من توبة من زنيت بها وتوبتك فلا بأس بالزواج منها وسترها إن رأيتها مناسبة لك، ولك ذلك ولو دون علم الزوجة الأولى أو رضاها، على أن تكون علاقتكما مبنية على الطاعة والامتثال لله تبارك وتعالى بعد ذلك.
ولا مانع من ترقيعها لغشاء البكارة على يد طبيبة مأمونة متخصصة إن تابت توبة نصوحا، ولا يشترط إخبار الخاطب بذلك، ولا الزوج في المستقبل، وإذا كانت مستمرة بالزنا فلا يجوز.
وأسأل الله تعالى العليم الخبير أن ييسر لكما الخير في الدنيا والآخرة.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.