2009-03-24 • فتوى رقم 36889
السلام عليكم
أبي يعمل في السوق، واكتشفت بالصدفة أنه يبيع بعض الأسطوانات الفاضحة إضافة الى بيعه بعض الأشياء الأخرى المباحة... تكلمت معه في هذا الموضوع، ووعدني أنه لن يبيع مثل هذه الأسطوانات مرة أخرى، واكتشفت مرة أخرى أنه لا زال يبيعها، فماذا أفعل فأنا لا أريد أن آكل من الحرام، علما بأنني تخرجت من الجامعة منذ فترة قصيرة وأعمل عملا مؤقتا لا يكفي حتى مصاريف المواصلات، فماذا أفعل، فهل يضرني أن أسكن وآكل من ماله، وإذا كان ذلك حراما، فكيف أتصرف، وقد أكلت من ماله الحرام (حقيقة هو خليط وليس حراما كله)؟
وجزاكم الله خيرا.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فعليك الاستمرار بنصحه بحكمة وموعظة حسنة، وذلك في أوقات الراحة، وتذكيره الدائم بالله تعالى، وأنه مطلع على جميع حركاته وسكناته، ولا يخفى عليه خافية، وأنا عباد لله وسيأتي اليوم الذي سيحاسبنا فيه عن جميع أفعالنا، إن خيراً فخير وإن شراً فشر، وأن رزقه مقسوم لن يزيد ببيع المحرمات، بل سيمحق بركته بفعل ذلك.
وأسال الله تعالى أن يهديه ويوفقك لنصحه بالحكمة والموعظة الحسنة.
وأوصيك بكثرة الدعاء له بالهداية والاستقامة وقتَ السحر في الثلث الأخير من الليل فإنه وقت إجابة إن شاء الله تعالى، وأسأل الله تعالى له الهداية العاجلة.
والتنزه عن مخالطة من ماله الحرام أو فيه شبهة الحرام أولى تنزها، وكذلك الأكل من ماله، ولكن لو احتاج الإنسان إلى مخالطته والأكل من ماله، لقرابة أو جوار أو غير ذلك، فلا مانع من ذلك، لأن الحرمة تتعلق بذمته وليس بعين ماله.
وكرر محاولتك في نصح والدك بالكلمة الطيبة، لكي يبتعد عن بيع المحرمات، وأسأل الله لك التوفيق.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.