2009-03-24 • فتوى رقم 36903
فضيلة الشيخ، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يصعب أن ألخص مشكلة عانيناها مدة 20 سنة بكلمات سريعة، ولكن كي لا أطيل وأدخل في صلب الموضوع.
نحن أسرة عانينا من مرض نفساني لأخت لنا على مدى هذه السنين، هذا المرض يصاحبه سوء للأخلاق، دفعنا للإنطواء وعدم الاختلاط مع الأهل والاقارب خشية من الفضيحة، حاولنا دائبين أن نضبط سلوكها بالحسنى وبالشدة، ولم يثمر شيئا، عرضناها على عدة أطباء نفسانيين عجزوا عن معالجتها حتى أنهم رفضوا أن يشرفوا على هذه الحالة نظرا لتدهورها وسوء خلقها من الشتائم والمسبات التي تنهال بها على الأطباء، حتى رجال الدين عجزوا عن رقيتها ظنا منهم بسحر قد عمل لها.
آخر ما استطعنا عمله كي نصون شيبة أبينا في كبره أن ندخلها مستشفى للأمراض النفسية، بعد أن اعتدت على أخواتها وأبيها بالضرب والشتيمة، وأصبحت تهدد أخواتها بالفضيحة أمام أزواجهن. آخر ما توصلت إليه أن تعتدي على أبيها بالضرب عند غفلته ومن دون سابق إنذار، حتى أنها في آخر مرة فتحت وجهه بآلة حادة اضطر أن يخضع لعملية على إثرها، ناهيك عن تهديدها لأخيها بالطعن بالسكين، وعادة ما كانت تهرب من البيت لتغيب ليلة كاملة من دون أن ندري أين ذهبت وأين باتت، نظرا لتكتمها هي والاطراف الأخرى، ما عدنا ندري ماذا نفعل!! ماعاد بيدنا أمر سوى أن ننتظر الفرج من عند الله، كما فعلنا منذ البداية.
أفيدونا جزاكم الله خيرا، ما الحكم فيها، على العلم بأن المستشفيات التي دخلتها لا تستقبلها أكثر من أسبوع ثم تخلي سبيلها لتعود لنا، وقد امتلأ قلبها حقدا و كراهية، ما العمل في هذه الحالة، غني على يقين أن الفرج من عند الله، ولكن ماذا يفترض بنا أن نفعل، أصبحنا نتمنى موتها كي نرتاح من همها، هربنا وتغربنا خارج البلاد كي نرتاح منها، ومن قصصها ومصائبها.
ما الفتوى فيمن سبت أبوها وأمها، وأخواتها واتهمتهم بالسوء وأثارت المشاكل أينما ذهبت، حتى أنها سبت الذات الإلهية ولم يعد يهمها؟
أفتونا وأفيدونا جزاكم الله خير...
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فالحل هو الصبر على هذا الابتلاء وتجنب آثار هذا المرض جهد الاستطاعة ففي ذلك أعظم الأجر من الله تعالى، مع مراجعة مزيد من الأطباء، والتضرع إلى الله تعالى ليشفيها في أوقات الإجابة كالثلث الأخير من الليل، فالله هو القادر على شفائها، ثم إن حساب الإنسان يرتبط بدرجة وعيه بما يفعل، وأسأل الله لها الشفاء العاجل.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.