2009-03-25 • فتوى رقم 36919
السلام عليكم
أنا أعيش في فرنسا في ظروف سكنية مزرية، في وسط جيران غير مسلمين، ولا يحترمون جيرانهم.
مثلاً: البارحة لم يتركوني أنام حتى ساعة متأخرة جداً من اليل.
الحل الوحيد لي هو شراء مسكن، ولكن لا يمكنني ذلك إلا بقرض.
في فرنسا لا توجد بنوك إسلامية، فهل يجوز لي الاقتراض من البنوك الربوية لتغيير مسكني من أجل مستقبل أفضل لي ولعائلتي، مع العلم بأني بحالة اكتأب، وإني أستعمل حبوب لإراحة الأعصاب بسبب وضعي السكني، ولأسباب أخرى أيضاً؟
شكراً جزيلاً لكم.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فبما أن الشراء للمنزل منك أنت المشتري، والبنك هو من يقرضك الثمن قرضا بفائدة، فلا يجوز، سواء ذلك في البلدان الإسلامية أو غيرها.
وذلك لشدة حرمة الربا، حيث قال سبحانه: ﴿فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لا تَظْلِمُونَ وَلا تُظْلَمُونَ﴾ [البقرة:279].
ولا يباح الربا إلا لضرورة، وهي خشية الهلاك بدونه، وعدم وجود طريق آخر لدفع الهلاك، وليس تأمين مسكن مملوك من ذلك مع القدرة على الاستئجار.
وأتمنى لك التوفيق، والثبات على ما يرضي الله سبحانه وتعالى.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.