2009-04-16 • فتوى رقم 37040
فضيلة الشيخ: كنت منذ زمن قد ارتكبت بعض المحرمات كالغيبة والتجسس، والآن أصبحت أكثر حذرا منها والحمد لله وتبت إلى الله منها، فهل تكفي التوبة والدعاء لأصحاب هذه الحقوق لما أجد من الحياء الشديد لطلب المسامحة منهم، وربما صعوبة الوصول إليهم، ولكن المشكلة أني أحيانا لا أملك نفسي فربما أقع في الغيبة، فكيف التخلص من هذا المرض؟
وجزاك الله عنا كل خير.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فأهنئك أن وفقك الله إلى التوبة، فباب التوبة النصوح مفتوح لكل عاص، وشرطها الندم والتصميم على عدم العود لمثلها، وإن كان فيها حق لأحد فلا بدّ من توفيته حقه، ثم الإكثار من الاستغفار والعمل الصالح، والتوبة الصادقة النصوح التي يتبعها عمل صالح تمحو الذنوب كلها بإذن الله تعالى، قال تعالى: ﴿إِلا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً﴾ [الفرقان:70]. ، ثم إذا كان العبد راضياً عن توبته فذلك إشعار بقبولها عند الله تعالى إن شاء الله تعالى.
فاجتهد في إبعاد نفسك عن المعاصي وتدريبها على ذلك، وسيوفقك الله لذلك، وحاول أن تستسمح من قد أخطأت بحقه ولو بالكلام العام دون الخوض في التفاصيل، وأسأل الله لك التوفيق.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.