2009-04-16 • فتوى رقم 37050
بسم الله الرحمن الرحيم
الصلاة والسلام على أشرف المرسلين.
أما بعد، فسؤالي هو: أنا فعلت اللواط مع ذكر وكنت أعرف أنه حرام، ولكن لم أكن أعرف أنه له حكم يطبق على فاعله فتبت إلى الله كالتوبة من أي ذنب آخر، وبعد ذلك بفترة عرفت أن له حكم يطبق على فاعله -فهل في هذه الحالة يطبق علي حكمه أم لا؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فاللواط (ومقدماته) محرم بإجماع المسلمين، وهو من عظيم المعاصي التي نهي عنها وزجر بوعيد شديد، لأضراره الصحية والخلقية والاجتماعية، ومنافاته للفطرة البشرية، وقد عاقب الله تعالى قوم لوط لانتشار اللواط بينهم باستئصالهم جميعا، قال تعالى: ﴿فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ﴾ [هود:82].
لذلك ما عليك الآن بعد أن زلت بك قدمك إليه سابقاً إلا أن تبادر إلى التوبة النصوح من ذلك، والبكاء والندم على هذه المعصية، والعزم على عدم العود إلى مثلها، والله تعالى يغفر الذنوب جميعاً فيما لو صدق العبد توبته.
وعليك أن الإكثار من الدعاء وأن تكثر من الالتجاء إلى الله تعالى، وتعلن له عجزك وضعفك، وتطلب العون والثبات منه، فذلك أنفع علاج لما تعاني منه، مع عمل الصالحات من الأعمال؛ كالصلاة والصوم والصدقة... لقوله تعالى: ﴿وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفاً مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ﴾ [هود:114].
ثم إن كنت راضياً عن توبتك فذلك إشعار بقبولها إن شاء الله عند الله تعالى.
وعليك بالبعد عن أسباب المعصية ذاتها، ثم البعد عن رفقة السوء، ومرافقة الصالحين ثم الانشغال بطاعة الله سبحانه تعالى ومراقبته وكثرة الذكر له، والتذكر الدائم للموت، مع الإكثار من الصوم، والسعي للزواج ما أمكن، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.