2009-04-28 • فتوى رقم 37177
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا طبيبة متزوجة مند 5 سنوات، عمري 30 سنة ليس لدي أبناء، تزوجت أثناء دراستي وكان زوجي حينها يعيش بفرنسا، وحين عاد عشنا سويا لمدة سنة وذلك بعد تخرجي وأصابني فيها اكتئاب بسبب البطالة فقررت بمساعدة زوجي ووالدي أن أفتح عيادتي الخاصة لكن لكون فتح العيادة بالمدينة التي يعمل فيها زوجي يتطلب مالا كثيرا لأن ثمن العقار مرتفع وتكاليف المعيشة مرتفعة فيها ارتأيت أن أفتح في ضواحي مدينة صغيرة، وهي التي يعيش بها والدي ووالدتي، والحمد لله عيادتي تدر علي المال الوفير الآن، وأنا منذ سنتين أعمل بجد وأعيش مع أسرتي أبي وأمي وزوجي موافق لكنني أشعر أني بحاجة إليه، وهو أيضا بحاجة إلي هل أنا آثمة أن عشت بعيدة عنه رغم موافقته أم يجب علي أن أرحل لأعيش معه الآن، أنا أخطط لكي أذهب لأعيش معه لكن بعد أن أوفر بعض المال، هل يجب أن أرحل الآن يا شيخنا أم أصبر حتى أجمع مصاريف العيادة الجديدة؟ بالنسبه للأولاد أنا أرغب في ذرية منه لكن البعد هو سبب عدم الإنجاب، أنا أراه كل أسبوع أو أسبوعين لمده يومين.
أرجو ردا شافيا، وكافيا منك يا شيخنا جزيتم الجنة.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فإن كنت في المكان الذي تعملين فيه تأمنين فيه على دينك ونفسك وعرضك فلا مانع من الإقامة فيه دون الزوج أو المحرم مادام ذلك برضا الزوج، وإذا كنت لا تأمنين فيه على نفسك ودينك وعرضك بدون وجود الزوج أو المحرم فليس لك أن تقيمي هناك بدونهم، وعليك بصلاة الاستخارة ليختار الله لك الخير من الأمرين الذَين أنت في حيرة بينهما، وصلاة الاستخارة تكون بصلاة ركعتين لله تعالى نفلاً في وقت تكون فيه نفس المصلي مطمئنة ومرتاحة، ويحسن أن تكون بعد صلاة العشاء، وفي غرفة هادئة، فيصلي المستخير لله تعالى في أمر مباح ركعتين، ثم يجلس بعدهما متجها للقبلة ويدعو الله تعالى بدعاء الاستخارة المأثور، (اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فاقدره لي ويسره لي، ثم بارك لي فيه، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فاصرفه عني واصرفني عنه، واقدر لي الخير حيث كان، ثم رضني به)، ثم يسمي حاجته، ثم يغمض عينيه ويتفكر في قضيته التي يريد الاستخارة فيها، فإن انشرح قلبه لها مضى فيها، وإلا أعرض عنها، فإذا لم يحس بشيء يصلي لله تعالى ركعتين مرة ثانية، ثم يدعو الله تعالى مثل الأولى، ويتفكر أيضا ، فإذا لم يتضح له شيء يعيد الصلاة والدعاء والتفكر إلى سبع مرات، ثم ينام ويترك أمره لله تعالى، وهو سوف يوفقه إلى ما فيه الخير من حيث لا يدري إن شاء الله تعالى. وليس هنالك سور محددة لصلاة الاستخارة، وإذا قرأ المستخير في الركعة الأولى (قل يا أيها الكافرون)، وفي الثانية (قل هو الله أحد)، كان حسناً.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.