2009-04-30 • فتوى رقم 37226
السلام عليكم
أنا متزوجة ولي ثلاثة أبناء، زوجي عصبي جدا لدرجة أنه يضرب أبناءه أمام الحضور فأنا قاطعته هذه الأيام لأنه لا يريد أن يذهب إلى طبيب نفسي، فماذا أفعل الآن لأن ابني الأكبر عنده ستة عشر سنة، ولن يتحمل إهانة أبيه له.
فأرجوكم ساعدوني، جزاكم الله خيرا.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فعليك أن تصبري على ما يكون من زوجك مادمت قادرة على الصبر، ولتحاولي نصحه باستمرار وتطييب خلقه، وتتحايلي في تغيير طبعه، مع تجنب ما يثير المشاكل قدر الإمكان، واستعمال الحكمة في كل ذلك، فكل شيء ممكن أن يكون بالحكمة والموعظة الحسنة، ولتجتهدي في تحسين خلقك تجاهه أيضاً، وأكثري من دعاء الله تعالى بإصلاح الأحوال لاسيما في الثلث الأخير من الليل فإنه وقت إجابة، وأسأل الله لكما الحياة السعيدة الرغيدة.
فعلى زوجك أن يبتعد عن أسباب الغضب ويتحكم بالنفس عند الغضب، روى مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((لَيْسَ الشَّدِيدُ بِالصُّرَعَةِ، إِنَّمَا الشَّدِيدُ الَّذِي يَمْلِكُ نَفْسَهُ عِنْدَ الْغَضَبِ))، وإليه أمورا تعينك على ذلك:
_ الاستعاذة باللّه من الشيطان: قال تعالى: ((وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)) (الأعراف:200) وقوله تعالى: ((وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)) (فصلت:36)، وفي الصّحيح (( أنّ رجلين استبّا عند النّبيّ صلى الله عليه وسلم حتّى احمرّ وجه أحدهما فقال صلى الله عليه وسلم: إنّي لأعلم كلمة لو قالها لذهب عنه ما يجد: أعوذ باللّه من الشّيطان الرجيم.))
_ السكوت: روى أحمد في المسند عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: ((عَلِّمُوا وَيَسِّرُوا وَلا تُعَسِّرُوا، وَإِذَا غَضِبَ أَحَدُكُمْ فَلْيَسْكُتْ)).
_ الوضوء: وهو من أعظم ما يتحرّز به لا سيّما عند ثوران قوّة الغضب والشّهوة فإنّها نار تغلي في خخقلب ابن آدم ، روى أبو داود في السنن قال صلى الله عليه وسلم: (( إنّ الغضب من الشّيطان ، وإنّ الشّيطان خلق من النّار، وإنّما تطفأ النّار بالماء ، فإذا غضب أحدكم فليتوضّأ))
_ تغيير الهيئة: روى أبو داود في السنن عَنْ أَبِي ذَرٍّ أن رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: (( إِذَا غَضِبَ أَحَدُكُمْ وَهُوَ قَائِمٌ فَلْيَجْلِسْ، فَإِنْ ذَهَبَ عَنْهُ الْغَضَبُ وَإِلا فَلْيَضْطَجِعْ)).
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.