2009-05-03 • فتوى رقم 37266
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أخي الشيخ
أواجه مشكلة مع نفسي أريد منكم توضيحها لي فأنا التزمت من فترة ما، وأواجه مشكلة هي التفكير بالزواج، وأنا غير قادر عليه، فأنا أخاف الله وأتجنب الكثير من الأشياء المثيرة سواء على شاشة التلفاز أو في الطريق لكن في أوقات يغريني الشيطان فأتني لمشاهدة شيء ثم أعود عنه، وذلك يخلق لي مشكلة فأنا غير قادر دائما على تهدئة شغفي الجنسي، فماذا أفعل؟
وجزاك الله خيرا، و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فعليك بالبعد عن أسباب المعصية، ودعاء الله تعالى أن ييسر لك الزواج من فتاة تعفك، وكثرة التضرع له بذلك، واملأ وقتك بأعمال مفيدة ونافعة تملؤ الوقت، مع مراقبة الله عز وجل، والانشغال بطاعته ومراقبته وكثرة الذكر له، والتذكر الدائم للموت، وعليك مجاهدة النفس وعدم الاستسلام لها إن أمرت بما لا يحل، قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا﴾ [العنكبوت:69]، وقال أيضًا: ﴿وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى﴾ [النازعات:40-41]، وعليك بكثرة الصوم لقوله عليه الصلاة والسلام فيما أخرجه البخاري: (يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء) ففي الحديث حث للشباب المستطيع على الزواج، لأنه حصن ووقاية من الوقوع في المحرم، وفيه إرشاد لمن لم يستطع بعد تحمل نفقات النكاح ومؤنته أن يصوم ففيه وقاية للشاب من الوقوع في المعاصي، ويمكنك إن خشيت على نفسك الفاحشة الزواج بفتاة ذات مهر ومتطلبات قليلة، كبعض الأرامل أو الأيتام أو العوانس أو من حاله مثلهن، ولا أظنك تعدم واحدة من هؤلاء تعف بها نفسك، أسأل الله أن ييسر أمرك ويفرج كربك.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.