2009-05-03 • فتوى رقم 37285
حاولت كثيرا تجنب النميمة إلا أنه عندما أستيقظ غضبا أبدأ بذكر من ظلمني بسائر عيوبه، ماذا أفعل لتجنب هذا علما أني حاولت وحاولت لكني لم أكف عن هذه العادة السيئة؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فلا يجوز لك أن تذكري شخصاً بصفاته السيئة أمام الناس، فذلك من الغيبة، والغيبة هي ذكرك أخاك بما يكره، وليس لك أن تذكريه بصفاته إلا عند الضرورة كالتبيين لمن سألك عنه إن كان يريد تزويجه مثلاً أو مشاركته...، وموعظة الناس لا تكون بغيبة الآخرين وتجريحهم.
ويتضح لك معنى الغيبة من خلال ما أخرجه مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه: (أتدرون ما الغيبة؟) قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: (ذكرك أخاك بما يكره)، قيل: أفرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال: (إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه فقد بهته).
أما النميمة فهي السّعي للإيقاع في الفتنة بين الناس، أو نقل الكلام عن المتكلم به إلى غيره على وجه الإفساد.
والصّلة بين النّميمة والغيبة أنّ في كلّ منها إيقاع الضّرر بالغير، لكن النميمة أعم من الغيبة لأنها لا تكون إلا فيما يكره المغتاب، بخلاف النميمة، وكلاهما محرم، وإثمه وخطره عظيم.
فعليك أن تدربي نفسك على ترك الغيبة وتشغليها بالمباحات، وأسأل الله تعالى لك التوفيق.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.