2009-05-05 • فتوى رقم 37313
أنا أريد أن ألبس نقابا وزوجي غير راض، يقول لي: أنا لن أمشي معك في أي مكان ولن أرضى عنك، وأريد أن أضعه تحت الأمر الواقع، هل لو لبسته دون علمه أذنب، أريد أن ألبسه؟
وأنا لا أريد تهذيب حواجبي، لكن زوجي يقول لي أنت كالرجل، وأريد امرأة جميلة غيرك، فهل تشقير الحواجب جائز؟
ادعوا الله لي بأن يكفيني شر زوجي ونفسي، أن يعينني على التزام شرعه.
وجزاكم الله خيرا.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فالنقاب (وهو ما تستر المرأة به وجهها) للمرأة الشابة عند الخروج إلى الشارع وأمام الرجال الآجانب عنها واجب، ودليله عموم قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً) [الأحزاب:59]، أما العجوز والمرأة الشوهاء فلا يجب عليها النقاب، ولكن يستحب لها، لقوله تعالى: (وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاءِ اللاتِي لا يَرْجُونَ نِكَاحاً فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَنْ يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ وَأَنْ يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَهُنَّ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) [النور:60].
ويستوي في ذلك كل من كان أجنبياً عن المرأة، إلا أن المرأة إذا كانت في مجلس لا يوجد فيه إلا محارمها أو زوجها وبعض من الرجال الأجانب الأتقياء المأمونين، فلا بأس بأن تنزل النقاب عنها فيه لعدم الفتنة بشرط أن لا يكون على وجهها شيء من الزينة.
فإن كان النقاب _بحسب ما تقدم_ واجب عليك فعليك الالتزام به، وعليك أن تقنعي زوجك به بحكمة ولطف، وأسأل الله لك التوفيق، ولك أن تلبسيه ولو لم يرض زوجك به، إذ لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.
_ وأرى جواز تقشير الحواجب، لأنه لم يرد نهي عنه، وهو زينة، والأصل في الزينة الإباحة، ولكن لا يجوز كشف الحواجب المزينة به أمام الرجال الأجانب، لوجوب ستر الزينة عنهم.
أما تهذيب الحواجب فإذا كانت الحواجب في وضعها الطبيعي فلا يجوز أخذ شيء منها بالنتف أوالحلق أو القص، أما إن كانت تشوه الوجه وتذهب جماله الطبيعي، فعندها يجوز الأخذ منها بقدر إزالة التشوه منها، من غير زيادةٍ عليها، ولا يجوز بغير ذلك.
أسأل الله تعالى أن يعينك على التزام أحكامه، وييسر لك أسباب ذلك إنه سميع مجيب.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.