2009-05-26 • فتوى رقم 37600
السلام عليكم
أنا شاب مسلم مقيم في أوروبا متزوج ومستأجر بيت أدفع إيجارا ونظرا لما تمر به أوروبا من أزمة اقتصادية فيوجد بعض المصارف تشجع على شراء بيوت بالتقسيط وهو كالآتي:
تختار المنزل الذي تريده من المعروض للبيع وتعرف ثمنه وتذهب إلى المصرف وتقول له على البيت وعلى عنوانه وثمنه ويقوم المصرف بشراء البيت ويبيع المصرف البيت لك على أقساط شهرية والاتفاق في العقد هو كالآتي:
أنه لا يوجد أي فائدة على الخمس السنوات الأولى، فإن استطعت أن تسدد البيت فلا فائدة عليك أي لا ربا، ولكن إن لم تستطع تسديده فالمصرف قبل نهاية الخمس سنوات سيعلمك أنك ستدفع فائدة حسب الاتفاق وتستطيع أن تبيع البيت في أي وقت حتى وإن لم أكمل الخمس السنوات .... فهل يجوز أن أشتري البيت بهذه الطريقة، فإن استطعت أن أدفع خلال الخمس سنوات فهذا المطلوب، وإن لم نستطع أن نبيعه وممكن أن أبيعه بأغلى من الثمن الذي أشتريه لو انتهت الأزمة؟
أرجو الرد بسرعة وجزاك الله خيرا.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فاشتراط الغرامة عند التأخر في السداد ربا سواء أكانت محددة أو نسبة شائعة من المبلغ، ولو تفاديت دفع الغرامة بسرعة السداد، فهذا هو الربا المحرم والمنهي عنه، ولا يجوز أخذ قرض بفائدة، قليلة أم كثيرة، للنهي عن ذلك بقوله تعالى: ﴿وَأَحَلَّ اللّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا﴾ [البقرة:275]، والربا من أشد المحرمات عند الله تعالى، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ﴾ [البقرة:278]،
قال تعالى : (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ) [الطلاق : 3]، ومن ترك شيئاً لله عوضه الله تعالى خيراً منه.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.