2009-06-01 • فتوى رقم 37672
أعامل أمي بالحسنى وأحاول كظم غيظي من بعض تصرفاتها المحرجة، ولكنني لا أشعر بمحبتها في قلبي فهل آثم لذلك؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فحق الأبوين على الأولاد كبير جداً، ولا يجوز للأولاد التنكر لهذا الحق مهما قصر الأبوان في حقهم، وعليهم القيام به في حدود الإمكان، وعليهم أيضاً ترك محاسبة الآباء أو الأمهات عن تقصيرهم في حق الأبناء، فبرُّ الوالدين باب عظيم من أبواب الخير والقرب من الله تعالى لا ينبغي للولد أن يحرم نفسه من ولوج هذا الباب، ولذلك فإنني أنصحك بأن تحسني لأمك قدر إمكانك وتحاولي برها بكل الطرق الممكنة، وبالقدر الذي لا يلحق بك ضرراً، قال تعالى في حق الأبوين: (( وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْناً وَإِن جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ)).(العنكبوت:8)، وتذكري وصية الله بالوالدين يزول ما في نفسك ضدها، وتذكري حنوها عليك وتربيتها لك في صغرك، وعليك أن تحاولي جهدك أن تغيري مشاعرك تجاه أمك، والإلحاح في دعاء الله تعالى أن يزيل ما في قلبك من مشاعر نحوه، وأن يبدك غيرها أحسن منها، وأرجو أن يزول الكثير من هذه المشاعر، وأنت بعد ذلك تحاسبين على الأفعال لا على المشاعر التي لا تستطيعين تغييرها، أسأل الله تعالى لك التوفيق.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.