2009-06-02 • فتوى رقم 37697
حكم نزع الحجاب عند الضرورة
انتقلت إلى فرنسا حديثا حيث كنت أقطن بالجزائر كما كنت أدرس بالإعدادية، ولما أردت التسجيل بالمدارس الفرنسية طلب مني نزع الحجاب، فماذا علي أن أفعل؟
وأنا الآن مجبرة على ترك أحد الفرضين فالعلم فرض، والحجاب فرض، في الحقيقة لا أريد أن أعيش بدون مستوى تعليمي عال خصوصا أن عصرنا هو عصر العولمة، وإني أعد نفسي إن نزعت الحجاب أن أعيد لبسه عند وصولي إلى الجامعة (إذ يقبل الحجاب هناك)، وأحيطكم علما أني لو نزعت الحجاب سيبقى لباسي نفسه، وما سينزع هو الغطاء على رأسي فقط
علما أن المدرسة يدخلها الرجال الأجانب؟
أخبرني ما الحكم إن فعلت هذا؟
وأعطني حلولا أخرى جزاكم الله كل الخير.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فلبس الحجاب واجبٌ على المرأة البالغة العاقلة أمام الرجال الأجانب، ومن شروطه أن يكون ساتراً لكل العورة، وأن يكون الساتر سميكاً لا يشف وعريضاً لا يصف، وأن يكون ذا لونٍ كامدٍ لا يلفت النظر إليها، وأن لا يكون عليه زينةٌ أو زركشةٌ، وأن لا تقصد به التزين بل التستر.
فإذا كان الحجاب ممنوعاً هناك فعليك متابعة الدراسة في مكان آخر لا يمنعك من الالتزام بأحكام الله تعالى، ولو كان مستوى العلم فيه أدنى من الأول، فخلع الحجاب أمام الرجال الأجانب لا يباح بحال من الأحوال؛ لا للدراسة ولا لغيرها إلا لضرورة، كالتطبب مثلاً، ومن ترك شيئاً لله عوضه الله تعالى خيراً منه.
فالحجاب بما فيه غطاء الرأس فرض على المسلمة أمام الرجال الأجانب عنها، سواء كان في العمل أو خارجه، لذلك فعلى المرأة أن تتحجب وتغطي رأسها وجميع بدنها بكل الطرق المتاحة،
وإن منعت من العمل أو الدراسة إلا بدون حجاب، فعليها أن تبحث عن عمل آخر، وعن مكان آخر للدراسة، ولا يجوز لها ترك الحجاب، وطاعة الله تعالى أولى من طاعة أي إنسان آخر، ومن ترك شيئاً لله عوضه الله تعالى خيرا منه.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.