2009-06-04 • فتوى رقم 37743
أنا أريد أن أسأل: لدي أب يتشاجر معي دوما، ويسبني ويشتمني بأسوأ الألفاظ كما أنه يتفوه بألفاظ يندى لها الجبين، ولا يجب أن يقولها أب لابنته أبدا، كما أنه يمن علي بكونه ينفق علي، ويقول اخرجي للعمل لكي تنفقي على نفسك، وغير ذلك وأنا أيضا أرد عليه لأني لا أستطيع التحمل مع العلم أنه يصلي وحافظ للقرآن الكريم ويصلي الفجر وأنا الآن لا أكلمه منذ 7 أيام لأنه قال لي كلمة لا أستطيع أن أسامحه عليها وأن أنساها لدرجة أني فقدت احترامي له وأنا ملتزمة بدين الله وأحب الله، فهل أعمالي غير مقبولة عند الله؟ وهل أعتبر عاقة؟
أرجو منكم الإجابة.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فحق الأبوين على الأولاد كبير جداً، ولا يجوز للأولاد التنكر لهذا الحق مهما قصر الأبوان في حقهم، وعليهم القيام به في حدود الإمكان، وعليهم أيضاً ترك محاسبة الآباء أو الأمهات عن تقصيرهم في حق الأبناء . ولذلك فإنني أنصحك بأن تحسني لأبيك قدر إمكانك وتحاولي بره بكل الطرق الممكنة، وبالقدر الذي لا يلحق بك ضرراً، وإلا كنت مسيئةً مثله أو أكثر منه، فإن بر الوالدين واجب مهما كانت تقصيراتهم، قال تعالى في حق الأبوين:(وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْناً وَإِن جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ).(العنكبوت:8)، ولا شك أنه سيتغير معك إن عاملتيه بالحسنى وداومت على ذلك، بل إن الله تعالى سيكرمك بما تحبين، ويصرف عنك آثار كلامه السيء إن شاء الله تعالى، وأوصيك بكثرة الدعاء له بالهداية في جوف الليل، فإن الله تعالى هو مقلب القلوب ومغير أحوالها، أسأل الله له الهداية العاجلة.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.