2009-06-04 • فتوى رقم 37745
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أنا طالبة تونسية بشعبة الفرنسية، شعرت بالندم إثر اختياري لهذه الشعبة إذ أجد نفسي مدفوعة إلى دراسة وتحليل كتب قد يكون فيها ما ينافي الحياء ويبعث على التخيل ويضر بالفكر بحيث أجد صعوبة بالغة في جعل دراستي عبادة خالصة لله، لا أعلم كيف أتعامل مع الأمر.
هناك أمور إذا اشتبه علي الأمر فيها لجأت إلى تصور موقف الرسول صلى الله عليه و سلم منها لو كان مكاني، منها: الركوب في حافلة مكتظة فيها اختلاط واحتكاك كثير بين الجنسين وهذه ظاهرة طبيعية في محيطي, و دراسة شعبة الفرنسية التي تضطر طلابها إلى الحديث المتكرر عن مواضيع محرجة وبطريقة تخدش الحياء وتضر بالفكر ذلك أيضا في وسط يغلب عليه عدم الالتزام بل التحرر و المنكر، لا أتصوره صلى الله عليه و سلم يقبل بالوجود في هذه الأماكن، إضافة إلى أن النظام الدراسي يفرض على الطالب تقديم صور شمسية يظهر فيها الشعر و الأذنان، اقترحت بشدة على أبي تركي للدراسة فغضب وتوعد، هل أطلب من والدي أن يقلني بدل الحافلة؟ هل يحل لي ترك دراستي رغم معارضة والدي؟
أرى نفسي هالكة إن استمرت حياتي على هذا المنوال؟
جازاكم الله خيرا.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فإن كانت دراستك هذه تعرضك للمحرمات، ولا تستطيعين الاحتراز عن المحرمات، فعليك أن تتحولي إلى مكان آخر تحفظين فيه دينك، وعليك أن تقنعي والدك بذلك، فالدين أعز وأغلى ما تملكين، قولي لأبيك: لو علمت أن مرضا قاتلاً انتشر في المكان الذي أنا فيه، أكنت تدعني أذهب إليه؟! وحفظ الدين أولى من حفظ النفس، أسأل الله أن يعينك على الخير وييسره لك.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.