2009-06-11 • فتوى رقم 37800
السلام عليكم شيخنا الكريم،أدعو الله أن يديم صحتك وعلمك.
توفي أبي منذ 10 سنوات ولم تقسم التركة! أمنا هي المسؤولة عن ادخار أموال إيراد المحلات التجارية.
تستحوذ على تفكيرها إحدى أخواتي، أما إخوتي الذكور لا يحركون ساكنا فأحدهم يريد بقاء الوضع على حاله لأنه يتاجر في أحد هذه المحلات دون دفعه الكراء! وأحدهم يؤيدها برا بها رغم احتياجه والآخرون لا يقوون على الاحتجاج لأن باحتجاجهم يخسرون العلاقة مع أمي للأبد ويصنفونه ظالما وعاقا؟
الآن تصرف أمي إيراد أحد المحلات شهريا على المنزل الذي تسكن هي فيه مع أخت عازبة عاملة وأخرى متخلفة ذهنيا؟
والذي جمعته من إيراد المحلات الباقية أدانته لأختيَ اللتين تحظيان بحبها ويوافقانها على الوضع، رغم أن هناك من أخوتي من يحتاج أكثر منهما ولم تشاور الجميع بل هناك من لا يعلم.
كما منحت أحد إخوتي ثمن عمرة مقابل الذهاب معها إلى مكة.
وسؤالي هو: هل تصرف أمي في التركة هكذا حرام؟ وهل تتحمل هي الوزر رغم أن أختي هي التي تخطط وتشجعها على التنفيذ؟ وهل أن إخوتي الساكتين خوفا من المشاكل يعاقبهم الله؟
وهل من يستفيد من هذا الوضع مذنب؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فالتركة من تاريخ وفاة المورث تصبح ملكا لجميع الورثة (بعد إخراج الديون والوصايا منها)، ولكل من الورثة أن يطالب بنصيبه منها، ولا يجوز لأحد أن يغتصب حق آخر منها، أو يمنعه من أخذ نصيبه، وإن فعل فقد أثم وسيحاسبه الله تعالى على ذلك إلا أن يسامحه صاحب الحق بذلك، وعليه فمن حق كل منكم أن يطالب بقسمة التركة باللين واللطف والحكمة مع تجنب المشاكل قدر الإمكان وبر الأم، ومن سكت عن حقه لدفع المشاكل فلا إثم عليه.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.