2009-06-24 • فتوى رقم 37939
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أود الاستفسار وطلب الفتوى في أمر يتعبني كثيرا في الآونه الأخيرة وهو يتعلق بزوجتي حيث أنها تخطر لها خواطر وتأمرها نفسها أن تفعل شيئا معينا على سبيل النذر وذلك طيلة النهار بحيث أصبح ذلك هاجسا لها ولي، فهي ما إن تنصرف إلى الصلاة أو الذكر أو الاستغفار أو تصحو من النوم أو تطعم صغيرها حتى أثناء أحاديثها العادية تبدأهذه الأفكار بطرق الأبواب طالبة منها فعل معين كأن تنذر نذرا ما أو تطلب منها الابتعاد عن أمر معين على سبيل المثال، دون سيطرة منها على هذه الأفكار حيث أنها تهاجمها هجوما، ولا تأتي بتسلسل معين ويصبح شغل زوجتي الشاغل هو التفكير بما يخطر ببالها، وهل يتوجب عليها فعله كنذر نذرته ثم تنتقل إلى المرحلة الثانية، وهي الشك في أنها قد نطقت بالأفكار التي راودتها فتقعد وتسألني لوقت طويل يصل إلى نصف ساعة أحيانا وعلى مدار اليقظة (هل تكلمت بشيء من الأفكار التي برأسي وهل سمعتني أقول شيئا) ونمضي الوقت بإقناعها بأنها لم تتفوه بشيء من ذلك، وهي تستحلفني حيث أنها تعتقد بأن مجرد النطق بهذه الأفكار لو على سبيل السرد يوجب عليها القيام بها، وهي تخشى عدم السيطرة على نفسها والتكلم بدون شعور منها مما يوجب عليها القيام بما تكلمت به، ونصل هنا إلى المرحلة الثالثة حيث أنها تضغط على مخيلتها وتمضي الوقت في تذكر هل تكلمت بشيء وتصبح المهمة صعبة عندما تكون لوحدها بحيث أنه لا يوجد أحد ليؤكد لها أنها تفوهت بشيء، وأود الإشارة أخيرا إلى أن زوجتي تأخذ دواء لتنظيم كهرباء الدماغ حيث أنها تعاني من نشاط غير طبيعي في كهرباء الدماغ والسيالات العصبية كما أنها تعتمد على الحبوب المنومة للاسترخاء حيث أن هذه الأفكار تمنعها من النوم بسهولة وهي تعاني من زيادة وإفراط في نشاط الغدة الدرقية، هذه هي القصة وسؤالي هو:
هل يتوجب على زوجتي القيام بالأفكار التي تخطر ببالها في أي مرحلة من المراحل الثلاث : مرحلة التفكير ومرحلة الشك بالقول و مرحلة التأكد من القول بغير وجود نية للقول أو التنفيذ؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فليس على زوجتك شيء في كل هذه المراحل المذكروة، ومجرد التفكير بالنذر أو النطق به بغير إرادة لا يجعله واجبا، فعليك أن تعلم زوجتك بذلك لتتجاهل هذه الأفكار وهذه الأقوال...، وعليها مراجعة الطبيبات المختصات، وأسأل الله لها الشفاء العاجل.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.