2009-06-28 • فتوى رقم 37971
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا فتاة فلسطينية ولدت في السعودية وأنا متنقبة والحمدلله، والآن أريد السفر إلى فسطين ولا أعلم هل أكتفي بلبس ملابس محتشمة أم ألبس العباءة؟وهل سيسمح الصهاينة لي بارتداء النقاب؟ وماذا أفعل إذا لم يسمحوا لي؟
وماذا عن حكم الجلوس مع أقاربي غير المحارم وقت الطعام؟
وحدود الكلام مع غير محارمي من الأقرباء؟
أرجوا الإجابة عاجلا لأني سأسافر قريبًا...
جزاكم الله خيرا.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فلبس الحجاب واجبٌ على المرأة البالغة العاقلة أمام الرجال الأجانب، ومن شروطه أن يكون ساتراً لكل العورة، وأن يكون الساتر سميكاً لا يشف وعريضاً لا يصف، وأن يكون ذا لونٍ كامدٍ لا يلفت النظر إليها، وأن لا يكون عليه زينةٌ أو زركشةٌ، وأن لا تقصد به التزين بل التستر.
وأفضل ما أراه في ذلك هو ما يسمى بالجلباب.
والنقاب (وهو ما تستر المرأة به وجهها) للمرأة الشابة عند الخروج إلى الشارع وأمام الرجال الآجانب عنها واجب، ودليله عموم قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً) [الأحزاب:59]، أما العجوز والمرأة الشوهاء فلا يجب عليها النقاب، ولكن يستحب لها، لقوله تعالى: (وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاءِ اللاتِي لا يَرْجُونَ نِكَاحاً فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَنْ يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ وَأَنْ يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَهُنَّ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) [النور:60].
ويستوي في ذلك كل من كان أجنبياً عن المرأة، إلا أن المرأة إذا كانت في مجلس لا يوجد فيه إلا محارمها أو زوجها وبعض من الرجال الأجانب الأتقياء المأمونين، فلا بأس بأن تنزل النقاب عنها فيه لعدم الفتنة بشرط أن لا يكون على وجهها شيء من الزينة.
والأصل أن يأكل كل من الجنسين مستقلا عن الآخر ما داموا أجانب عن بعضهم، أما المحارم فلا بأس باجتماعهم على المائدة إذا انتفت الفتنة، وعند الحاجة الماسة لا مانع من الاجتماع على الأكل مع الحجاب الكامل وبدون خلوة، ومع الأدب في الحديث.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.