2009-06-28 • فتوى رقم 37985
ما حكم الابن الذي ينصح والديه لأنهم يأكلون الحرام، ولا يهتمون من أين جاء لدرجة أنهم يأكلوم من شرف بناتهم وعفتهم دون أن يخجلوا من ذلك، وكلما نصحتهم اعتبروا ذلك عقوقا، وكذلك يشجعون بناتهم على أداء الناس وكذلك زوجات إخوتهم لايسلمون منهم وكل الناس يتحدثون عنهم لدرجة أنني لا أستطيع رفع رأسي أمام الناس، ما حكم الشرع في كل هذا بالتفصيل؟
جزاكم الله خيرا.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
روى البخاري ومسلم من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:(كلكم راع ومسئول عن رعيته، فالإمام راع وهو مسئول عن رعيته، والرجل في أهله راع، وهو مسئول عن رعيته، والمرأة في بيت زوجها راعية، وهي مسئولة عن رعيتها، والخادم في مال سيده راع وهو مسئول عن رعيته، قال فسمعت هؤلاء من رسول الله صلى الله عليه وسلم وأحسب النبي صلى الله عليه وسلم قال: والرجل في مال أبيه راع وهو مسئول عن رعيته فكلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته).
ثم إن الرجل الذي لا يغار على أهله ومحارمه إذا ارتكبن المحرمات هو الديوث الذي قال فيه رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم: (لايدخل الجنة ديوث، ولا مدمن خمر، ولا رجلة نساء) رواه الطيالسي، وهو يعني شدة حرمة ذلك، فعليكم جميعا أن تكثروا من نصيحتهم بترك المعاصي والبعد عنها وتذكيرهم بالله تعالى والبعد عن أسباب غضبه ومقته، وأن تكثروا من الدعاء لهم بالهداية، ونصيحة الوالدين بالحكمة من برهم لا من عقوقهم، وأسأل الله لهم جميعا الهداية العاجلة ولكم أجر التسبب فيها.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.