2009-07-01 • فتوى رقم 38031
مرحب بك يا دكتور أنا من ليبيا، أحبك في الله، أريد أن أسأل عن سؤال طويل، وهو محيرني عن كيفية التوبة من القروض العقارية الصادرة من مصرف الادخار والاستثمار العقاري للدولة حيث أني أخذت قرضا لبناء منزل على أرض أملكها وقيمته على دفعات 37100دينار ليبي، والمصرف يعطي القرض برهن الأرض الذي سيبني عليها المنزل والمنزل لضمان القرض حيث وقعت عقد القرض برهن بقيمة42500 دينار ليبيي حيث أن فيه نسبة الفائدة، فأريد أن أتوب رغم أنه لم يستكمل البيت بعد، ويحتاج إلى 12000 دينارا لأكمله وأنفقت مبلغا لشراء أشياء شخصية تقدر بحولي 3500 دينارا من القرض، وأريد أن أتوب، فهل أبيع البيت وإن بعته فهل يجوز لي أن أبيعه بحيث الزبون يدفع لي مبلغا مثلا 30000 دينار، ويقبل المبلغ الذي عليه فوائد للمصرف أو أبيعه 72500 دينارا حيث أن المصرف ممكن أن يخفض المبلغ إذا دفع نقدا بالكامل، وأدفع للمصرف المبلغ الذي بقيمة الدين بالفوائد حيث أن 30000 دينار لأشتري حتى شقة فأرجوا الإفادة والتوضيح وعفوا على الإطالة، وشكرا.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فلا يجوز أخذ قرض بفائدة للنهي عن ذلك بقوله تعالى: ﴿وَأَحَلَّ اللّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا﴾ [البقرة:275]، والربا من أشد المحرمات عند الله تعالى، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ﴾ [البقرة:278]، ولا يباح الربا إلا لضرورة، وهي خشية الهلاك بدونه، وعدم وجود طريق آخر لدفع الهلاك.
وعلى المتورط في ذلك أن يسارع إلى سداد القرض الربوي كله، ويبذل في ذلك كل وسعه، ولو ببيع شيء مما يملكه، مع التوبة النصوح والاستغفار، والعزم على عدم العود لذلك في المستقبل، والتوبة الصادقة النصوح التي يتبعها عمل صالح تمحو الذنوب كلها بإذن الله تعالى، قال تعالى: ﴿إِلا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً﴾ [الفرقان:70].
فسارع في التخلص من هذا القرض بأداء ما للبنك عليك، ولا تبعه لأحد تلزمه بأداء هذه الفوائد، وأسأل الله لك التوبة النصوح.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.