2009-07-04 • فتوى رقم 38068
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيد الخلق أما بعد سيدي الكريم
أنا أستاذ عامل منذ 3 سنوات بقطاع التربية والتعليم بدولة الجزائر، وتم تعييني بمكان عمل بعيد عن مقر إقامتي بـ 47 كم أقطعها يوميا ذهابا وإيابا مع شح النقل كون المكان (محل العمل) منعزلا وأتقاضى ما يقارب1000 دينارا جزائريا كأجرة يومية يذهب نصفها سدادا لحقوق النقل والإطعام، ونصفها الباقي معونة للأهل ولا أحتفظ إلا بجزء يسير مع العلم أني أبلغ 30 سنة من العمر وأعزب وليس لدي بيت يقلني ولا قدرة على تحقيق الاستقرار بالزواج لأني لا أوفر من أجرتي ما يجعلني أحتــاط ماديا لهذه المتطلبات نظرا للغلاء الفاحش في وقتنا هذا لكل شيء السكن والمهور و...إلخ، لدي رغبة في الاستقرار وشق طريق حياتي ولو بالصبر إلا أن عملي بهذه الطريقة لا راحة لي فيه من ناحية السفر يوميا فهو يؤثر على مردود عملي في قطاع التعليم من حيث الكم والكيف وقلة التحضير ويؤثر كذلك على نفسيتي كوني أحمل شهادة ليسانس وأعمل بالطور الابتدائي ورغبتي تدفعني إلى العمل بمستوى أعلى لإعطاء تخصصي العلمي حقه، ولــكن الأدهـى والأمر من هذا أن الوصاية الإدارية التي أعمل بإشراف منها لم تولـــي طلباتي العديدة الحق بجميع الوسائل التي انتهجتها والتي يسنها القانون للموظف في مثل هذه الأحوال، والأهم من هذا كله أن الحق في التنقل أو الاستقرار في العمل يفوز به من سلك سبلا ملتوية كدفع الرشوة والاستضافة على موائد الطعام والسهرات ومما أنتم تعلمونه... كما أن الاهتمام موجه للعنصر النسوي نظرا لطبيعته ولفساد المجتمع، ولكيد المرأة ولما أنتم على إطلاع به بحكم خبرتكم بالحياة، سيدي عملت 4 سنوات في محل عمل ليس لدي قدرة على المكوث به أكثر، أصارع صعوبة التنقل والخسائر اليومية حتى لا يضيع منصبي كموظف، وأنا في أمس الحاجة لهذه الأجرة لبناء حياتي أو مباشرتها إن صح التعبير، سيدي صبرت على هذا الوضع على أمل أن يفرج الله عني ولكن لسان حال، الإدارة تقول / نريد منك رشوة لتنال مكان عمل مستقر .. أو اخسر أجرتك في النقل والطعام ولأنه لا إمكانية لي بالاستقرار وحيدا بمكان كالذي أعمل به، بل ستتضاعف مشكلتي وتتحول إلى الكراء وشراء الطعام وفاتورة الماء والكهرباء وأنا فرد عازب، وليس لدي من المال ما يؤهلني للزواج الآن، سيدي إن من جاء بعدي للعمل معي في هذا المكان انتقل قبلي وأنا أعاني من تعسف الإدارة كلما طلبت التنقل لمكان أو لمستوى أعلى مع أن هذا من حقي قانونا، وكما أنه تم استبدالي أحد المرات بشخص دفع الرشوة للدوس على حقي في الانتقال والاستقرار بمكان أعمل فيه، وأوفر مصاريف النقل والطعام لأستطيع إكمال نصف ديني أو الاحتياط لدفع مستحقات سكن، سيدي أفتوني في أمري هذا / أنا وجدت من يتدخل لتبديلي من مكان عملي إلى مكان أطمح للانتقال إليه مقابل رشوة مالية دون أن أمس بحق شخص آخـــر كونها استبدال لمكان المنصب من مستوى دراسي إلى مستوى آخر بنفس الأجرة إلا أن هذا الأجراء يحقق لي رغبتين هما:
1)الانتقال من مكان العمل الحالي.
2) تدريس مستوى يتناسب مع كفاءتي العلمية ومستواي التعليمي مع الإشارة إلى أني أبقى بنفس الوظيفة ونفس الأجرة بل سيتغير المنصب من مكان إلى مكان فقط .
وجزاكم الله عني كل الخير.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فالرشوة هي المال الذي يدفعه الإنسان إلى غيره ليغتصب به حقاً ليس له، أو ليتعدى به على القانون.
ويجوز دفع المال للموظف إذا كان من باب استخراج الحق إذا لم يمكن استخراجه إلا به، ولا يجوز للآخذ أخذه، لحديث النبي صلى الله عليه وسلم: (لعن الله الراشي والمرتشي والرائش بينهما) راوه الترمذي وغيره، فإن كنت لا تخالف قانونا ولا تأخذ حق غيرك، وكان ما تسعى إليه حق حفظه القانون لك فلك دفع هذا المال لمن يعينك على الوصول إلى حقك.
وأسأل الله تعالى أن يفرج عنك ويوفقك لرضاه.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.