2009-07-14 • فتوى رقم 38256
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا سيدة مطلقة ولي طفلة عمرها 6 سنوات تقدم لي شاب للزواج وكان لا بد أن يكون الزواج سريا لعدة أسباب أهمها أني لا أريد أن يأخذ طليقي مني ابنتي، وثانيا أن الشاب متزوج ولديه أسرة وأولاد فوافقت على ذلك ولمعرفتي أن الزواج العرفي صحيح وجائز وتم الزواج بالطريقه التالية:
1- عقد تمت صياغته عند محامي يذكر فيه كلمات الإيجاب والقبول، وأني لا أطلبه بأي شيء في حال الفراق.
2- شاهدان وقعا على العقد من دون أن يسمعا الإيجاب والقبول ودون أن يروني مع العلم أنهم يعلمون من أكون
طبعا دونما علم من أهلي أو أهله وبسرية تامة.
.وبقيت متزوجة ما يقارب الـ 9 شهور...وحدث بيننا خلاف وصل إلى الطلاق ومزق عقد الزواج ولا أنكر أنا هذا ما كنت أريده هو الانفصال حيث أني لم أعد قادرة على الاستمرار بهذا الزواج، ومن يومين جاء طليقي إلى البيت وحدث نقاش ... ولم يكن بنية أحدنا العودة عن الطلاق، وبعد النقاش قبلني على جبيني وغادر... وفي اليوم التالي أخبرني أن هذه رجعة، وأني الآن زوجته، وللتأكد من صحة ذلك بحثت في الفتاوي للتأكد... فوجئت أن زواجي أساسا غير صحيح لأنه ينقصه الولي... ولم يتفق على صداق .. وأخيرا وجدت أن الشهود يجب أن تكون متواجدة في وقت اللفظ بالإجاب والقبول، لكل هذا فضيلة الشيخ أصبحت في حيرت من أمري...
هل زواجي صحيح؟ هل يشترط وجود ولي؟ هل توقيع الشاهدان كافي مع عدم تواجدهما؟ هل يجب ذكر مهر في العقد، مع العلم أن هذا الشاب عرض علي الآن أنه مستعد بعد عده شهور أن يكون الزواج رسميا بعلم الأهل .... ولا أدري ماذا أفعل والله أعلم اني قد أيقنت مدى الخطأ الفادح الذي ارتكبته بحق نفسي حين أقدمت على هذه الخطوة.
أفيدوني أفادكم الله... وجعله في ميزان حسناتكم.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فعقد الزواج لا يصح إلا بالإيجاب والقبول مع حضور الشهود وسماعهم الإيجاب والقبول، ولا يشترط ذكر المهر في العقد، والفقهاء مختلفون في اشتراط موافقة الولي في زواج الفتاة، سواء أكانت ثيباً أو بكراً، وقوانين الأحوال الشخصية في العالمين العربي والإسلامي مختلفة بحسب اختلاف الفقهاء في ذلك، فالبعض يقول لا يشترط الولي في زواج الثيب والبكر إذا كانت بالغة عاقلة رشيدة، ولها أن تزوج نفسها متى بلغت عاقلة بمن تشاء، بشرط أن يكون الزوج مكافئاً لها ومناسباً لها والمهر مهر المثل، وبعضهم يشترط الولي إذا كانت بكراً، والأكثرون على عدم اشتراط الولي إذا كانت ثيباً بالغة.
وعليه بما أن الشهود لم يكونوا موجودين عند العقد فزواجك منه غير صحيح، ولذلك أنصحك بإعادة العقد الآن إن كنت تريدينه زوجا بشاهدين من المسلمين يسمعان إيجابك وقبوله ويفهمانه، ويفضل حضور عالم في الدين هذا العقد إن أمكن، ثم تستغفرون الله تعالى عن الماضي.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.