2009-07-14 • فتوى رقم 38286
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قبل أن أكتب سؤالي: أريد أن أعطي فضيلتك نبذة عن مشكلتي حيث أنني متزوج من ثلاث سنوات، ولكن مشكلتي بدأت من الأسبوع الأول بين أمي وزوجتي حيث أن أمي تسمع وسوسة أخي وتحدث مشاكل لا حصر لها، وعلى أشياء تافهة ليست ذات قيمة حتى أنني أذكر أنه في يوم من أيام رمضان رفضت زوجتي أن نفطر إلا ان نرسل مما سوف نأكل لأمي، فذهبت لها ولم يكن منها غير أنها أطاحت بالأكل وقالت كلاما جرح مشاعر زوجتي وجرح مشاعري وغيره وغيره... ملخص الكلام انقلب حالها رأسا على عقب... حاولت كثيرا أن أرضيها وحاولت كثيرا أن أنصحها بالبعد عن أخي، ولكن الشيطان كان أقوى مني عليها ... فما كان مني إلا أن أجرت شقة وتركت بيت أبي وشقتي بعد أن صرفت عليها مبالغ كثيرة حتى أجهزها.
السؤال هنا:
1- ماذا يجب علي حيال أمي في هذه الحالة، مع أني أحاول أن أودها وأذهب إليها رغم ما فعلته بي وبزوجتي وتصدني أكثر من مرة وأكرر المحاولة حتى أنها سبت بنتي المولودة عندما أخذتها لها لكي تراها ربما يلين قلبها ومن يومها قررت أني لن أجعلها تراها وهي ترفض أصلا أن تراها؟
2- هل أطالب بحقي في الشقة التي تركتها حيث أنها أجرتها بمبلغ كبير بعد تجهيزها وكيف أطالب بها "بالعنف أو اللين" ولو رفضت ماذا أفعل؟ مع العلم أن أمي ميسورة الحال ولديها شقتين أخريين تستنفع منهم ومعاش أبي وإني تركت لها إيجار الشقة أكثر من سنتين حتى الآن؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فعليك أن تستمر في بر أمك فحق الأبوين على الأولاد كبير جداً، ولا يجوز للأولاد التنكر لهذا الحق مهما قصر الأبوان في حقهم، وعليهم القيام به في حدود الإمكان، وعليهم أيضاً ترك محاسبة الآباء أو الأمهات عن تقصيرهم في حق الأبناء، فبرُّ الوالدين باب عظيم من أبواب الخير والقرب من الله تعالى لا ينبغي للولد أن يحرم نفسه من ولوج هذا الباب.
ولذلك فإنني أنصحك بأن تحسن لأمك قدر إمكانك وتحاول برها بكل الطرق الممكنة، وبالقدر الذي لا يلحق بك ضرراً، وإلا كنت مسيئاً مثلها أو أكثر منها، فإن بر الوالدين واجب مهما كانت تقصيراتهم، قال تعالى في حق الأبوين:(( وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْناً وَإِن جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ)).(العنكبوت:8)
_ إن كانت الشقة لك أنت فلك أن تطالب بأجرتها باللين والحكمة، وإن كانت لأمك فأجرتها لها، وأسأل الله لك التوفيق.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.