2009-07-15 • فتوى رقم 38312
السلام عليكم ورحمة لله وبركاته
أنا كنت أحيانا أعق والدتي التي توفيت منذ سنة تقريبا، وهي كانت مريضة، وأنا كنت أتأسف لها واستسمحها بعد كل عقوق أرتكبه، وكانت بطبيعتها كأم كانت تسامح، وهي في يومها الأخير (وأنا لا أدري أن ملك الموت سيأتيها بعد ساعات) قلت لها سامحتيني على كل شيء، فقالت لي: نعم، أنا قلق جدا من هذا الأمر وأنا في حزن شديد، كل فترة كلما أتذكرت هذه الأمور وأبكي كثيرا، وأنا ندمان أشد الندم على كل ذرة أغضبتها فيها، ولا أدري ماذا أفعل وهي في قبرها الآن لا أعرف هل الله تقبل توبتي وغفر لي أما ماذا؟ و أنا اتمنى لو رجعت للحياة مرة أخرى أعيش تحت تراب رجليها، ماذا أفعل بعد مماتها كي أستريح وأطمئن أن الله غفر لي، هل أتصدق عليها أم ماذا؟ وما جزائي عند الله؟ وهل هذا العقوق سأراه في أولادي أم ماذا؟
أرجو منك أن تطمئنني.
وشكراً جزيلا على حسن إنصاتك لي.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فبما أنك تبت توبة نصوحا، وطلبت من أمك أن تسامحك وقد سامحتك، فأسأل الله تعالى أن لا تؤاخذ على ذلك فالتائب من الذنب كمن لا ذنب له، وعليك أن تكثر من الدعاء لها، ولك فعل ما شئت من الطاعات النوافل وهبة ثوابها لأمك، فيصل الثواب إليها إن شاء الله تعالى، دون أن ينقص من أجرك شيء، قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم:((إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاثة: إلا من صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له)) أخرجه مسلم.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.