2009-07-20 • فتوى رقم 38324
عندنا في جمهورية مصر العربية ممكن أن يتم إيداع المال في مكاتب البريد، ولقد سألت عن كيفية تعامل المكتب مع المودعين والأموال التي يتم إيداعها فقالوا لي أن المكتب يأخذ أموال المودعين ويرسلها إلى البنك المركزي الذي بدوره يستثمرها فى مشاريع الدولة كالكبارى والمستشفيات والطرق ولكن عند نهاية كل سنة يتم وضع نسبة فائدة سنوية وهي 9.25% فهل يجوز استخدام هذه الفائدة في الاستخدام الشخصي؟ وهل يجوز إخراجها كزكاة؟ أو هل يجوز إعطاءها للأقارب المحتاجين؟ وإن لم يكن فما هي طرق صرفها الصحيحة؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فاستثمار المال بهذه الطريقة ممنوع شرعاً لأن ذلك من الربا، والربا من أشد المحرمات عند الله، قال تعالى: ﴿وَأَحَلَّ اللّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا﴾ [البقرة:275]، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ﴾ [البقرة:278].
ولا يجوز للمسلم أصلا أن يتعامل بالربا، فإذا تورط مرة واستحق بعض الفوائد، فعليه أن يسحب رأس ماله دون الفوائد عند كثير من الفقهاء، وهو ما أميل إلى ترجيحه.
وأجاز البعض له أن يسحب الفوائد ويصرفها للفقراء فوراً دون أن يستفيد منها بشيء لنفسه ، ولا يؤجر على هذه الصدقة، بل هي كفارة لذنبه.
فعليك أن تضعها _إن احتجت إلى ذلك- أمانة للحفظ بدون فوائد، وليس لك أن تضعها استثمارا (مع الفوائد) فذلك محرم ولو نويت التبرع بالفوائد بعد ذلك.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.