2009-07-22 • فتوى رقم 38371
بسم الله الرحمن الرحيم
أنا فتاة في السادسة عشرة من عمري، وأنا من عائلة متدينة والحمد لله, عندي سؤال وهو أني في السنة القادمة سأدخل الصف الثالث ثانوي وفي مدرستي (مع العلم أنها المدرسة الأكثر تدينا في بلدي) يدرس الصف الثالث الثانوي مدرسون رجال، وأنا طول دراستي لم يدرسني إلا نساء, فسؤالي هو كيف يكون تعاملي مع المدرسين؟ هل لا يجوز لي سؤالهم أو محاورتهم أو مراجعتهم في المنهاج والامتحانات بشكل مستفيض لأخذ العلم الكامل؟
وهل يكون هنا صوتي عورة, كما أني ألبس الخمار والبرقع والحمد لله، فهل لابد أن أظل جالسة طول الوقت في الصف وأمتنع عن الوقوف حتى لا يرى طولي أو جسمي أو أي شيء من هذا القبيل؟ كما أن والدي طلب مني أن لا أتحدث مع المدرسين نهائيا، فماذا أفعل؟
وهل من الضروري أن أجلس في الصف الأخير حتى لا يرى المدرس تحركاتي؟ وهل يجب أن أظل بالجونتي (غطاء اليد) طول الوقت حتى لا يرى يدي؟ وهل فعلا أنه لا يجوز لي أن أنظر في عيني المدرس حتى وقت الشرح والنقاش... وفي حالة كان كل أو بعض ما قلت سالفا جائز، فكيف أقنع أهلي بذلك بالدلائل الشرعية؟
أفيدوني أفادكم الله... وجزاكم الله عني كل خير.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فالمطلوب منك أن تظهري أمام المدرسين بالحجاب الكامل، سوى الوجه والكفين، وتتجنبي الخلوة المحرمة معهم، والخلوة: هي انفراد الرجل مع المرأة التي لا تحل له في مكان ليس معهما فيه ثالث، ولك أن تسألي وتناقشي في حدود الحاجة والأدب، وليكن كلامك جديا مع تجنب الخضوع في القول أو التكسر في الكلام، فصوت المرأة العادي ليس بعورة، ويجوز الاستماع إليه من قبل النساء والرجال عند أمن الفتنة، أما صوتها المنغم فهو عورة يمتنع على الرجال الأجانب سماعه، ويمتنع عليها إسماعهم إياه، فلك أن تقني أباك بهذا الحكم وتلتزمي به ولا تتجاوزيه.
_ مادام حجابك حجابا شرعيا فلا مانع من أن تقفي حتى ولو رآك الرجال وإن بان لهم طولك وجسمك فرؤيتهم لك وأنت بالحجاب الكامل لا عبرة بها، فلا يلزمك أن تظلي جالسة بشكل دائم.
_ لا مانع من أن تظهر تحركاتك الطبيعية للرجال مادمت بالحجاب الكامل.
_ جمهور الفقهاء على أن كفّي المرأة ليسا بعورة؛ لأنّ المرأة تحتاج إلى المعاملة مع الرّجال وإلى الأخذ والعطاء، لكن جواز كشف ذلك مقيّد بأمن الفتنة، فإن خيفت وجب عليها سترهما.
_ لا يحرم عليك النظر إلى الأساتذة خلال الدرس إلا إن خشيت الفتنة، فعليك أن تغضي البصر عندئذ.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.