2009-07-22 • فتوى رقم 38384
توفي والدي ومن شدة حزني عليه وشوقي له تمنيت لنفسي الموت (وكنت أسمع أحيانا عن أشخاص يموتون من شدة حزنهم على فراق أعز الناس لديهم)، تمنيت الموت في سري ولكني لم أفكر في الانتحار أبدا وهناك فرق، كنت فقط أستعجل الموت وأفكر فقط في لو أني أموت بقبض روحي فجأة من ملك الموت كأن أنام ليلا فأموت أو كأن أمشي في سلام في الطريق فتدهسني سيارة أو يسقط علي الله شيء من السماء فألقى ربي وألقى والدي في الحياة الآخرة أيضا، أحيانا أتراجع عن هذا التفكير لكي لا أترك المسؤولية ورائي لمن لا يحتملها وأنا أكبر أشقائي... هل أحساب على هذا التفكير عموما؟ هل هناك فرق بين التفكير في الانتحار واستعجال الموت بقضاء من الله فقط؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
تمني الموت مكروه، فقد روى البخاري برقم (5989) ومسلم برقم (680): أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( لا يتمنين أحدكم الموت لضر نزل به، فإن كان لا بد متمنياً للموت فليقل: اللهم أحيني ما كانت الحياة خيرا لي، وتوفني إذا كانت الوفاة خيرا لي(.
وروى النسائي برقم (1819) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :(لا يتمنين أحدكم الموت إما محسناً فلعله أن يعيش يزداد خيراً، وهو خير له، وإما مسيئاً فلعله أن يستعتب) ، وعلى كل فأنت تحاسب على ما تفعله بإرادتك لا بما لا دخل لك فيه.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.