2009-07-23 • فتوى رقم 38389
أب استغل بناته جنسيا لأكثر من عشر سنوات واغتصبهن دون فض بكارتهن، بعد اكتشاف الأمر حصل الطلاق ورفعت الأم دعوى قضائية ضد الأب بسبب الضرر الذي حصل، الأسرة كلها عانت كثيرا ولازالت تعاني لحد الآن مما حصل من الأب ومن التفرقة والتوابع بما في ذلك الفضائح الحاصلة الآن، حاليا تطلب الأم من الأبناء وبوجه التحديد الذكور لقطع أي صلة تربطهم مع الأب، هل يجوز لها ذلك؟ وما هو حكم صلة الأبناء مع الأب؟ هل يجوز قطعها في هذه الحالة؟
جزاكم الله عنا خيرا. والسلام ختام.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فلا يحل للأبناء مقاطعة الأب –وإن كان فاسقاً كما تقول- لأن في ذلك قطعاً للرحم، بل عليهم صلته وبره بما لا يترتب عليهم ضرر معه، وبما لا معصية للخالق فيه.
فقد أمر الله تعالى بالإحسان إلى الأبوين وإن كان كافرين، فقال تعالى عن الأبوين: (وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً) [لقمان:15].
بل عليهم أن يكثروا من نصحه باللطف واللين والحكمة ويدعو له في ظهر الغيب بالصلاح والهداية، وأسأل الله تعالى أن يهديه ويصلحه، وأن يصلح أحوال هذه الأسرة.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.