2009-07-25 • فتوى رقم 38477
السلام عليكم
أنا فتاة في الـ24 من العمر خريجة جامعة لغات، تم قبولي في أحد الجامعات الغربية وبالتحديد في فرنسا، وذلك لإكمال دراستي، وأريد الذهاب من أجل الدعوة ومساعدة عائلتي التي تشهد ظروفا معيشية صعبة بعض الشيء، مع وجود أخي هناك، لكنني وجدت رفضا من طرف والدي لأنه يقول بلاد الكفر وما شابه، مع العلم أنه غضب كثيرا عند ذهاب أخي من سنتين، فضيلة الشيخ: هل يجوز لي الذهاب دون موافقته؟ وما العمل؟
أجيبوني من فضلكم أنا في حيرة من أمري.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فلا يحل للمرأة السفر مسافة /85/ كم فأكثر بدون زوج أو محرم.
واستثنى البعض سفر الحج الفرض والعمرة الفرض، فأجازوها مع رفقة مأمونة إذا لم يتيسر الزوج والمحرم، وعلى ذلك فيجوز لها الحج مع رفقة مأمونة (إن وجدت) إذا كان هذا حج الفرض، وإذا كانت قد حجت قبل ذلك فلا يجوز لها السفر لحج آخر إلا مع زوج أو محرم، وأجاز بعض متأخري المالكية للمرأة السفر مطلقا مع الرفقة المأمونة، وهو ضعيف في نظري لا أفتي به.
أما عن الإقامة في تلك البلاد بعد السفر فإن كان المكان الذي ستعيشين فيه تأمنين فيه على دينك ونفسك وعرضك فلا مانع من الإقامة فيه دون الزوج أو المحرم، وإذا كنت لا تأمنين فيه على نفسك ودينك وعرضك بدون وجود الزوج أو المحرم فليس لك أن تقيمي هناك بدونهم.
ولا يجوز لك الذهاب دون موافقة أبيك، وعليه فإن كان سفرك مباحا (بأن كنت ستسافرين مع زوج أو محرم)، وإقامتك مباحة أيضا في تلك البلاد _بحسب ما تقدم_ فعليك أن تقنعي أباك بذلك، فإن اقتنع ورضي فبها، وإلا فعليك أن تصرفي النظر عن هذا السفر وسيعوضك الله خيرا إن شاء الله تعالى، قال تعالى : (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ) [الطلاق : 3]، ومن ترك شيئاً لله عوضه الله تعالى خيراً منه.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.