2009-07-26 • فتوى رقم 38513
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا فتاة تونسية، أحاول قدر الإمكان أن أكون ملتزمة، حيث إني متحجبة، وأقٍرأ وأحفظ القرآن.
تقدم بي سن الزواج ولم أتزوج (34 سنة).
تعرفت على شخص على الإنترنيت، طلب مني المزيد من التعرف قصد الزواج، كان ملتزماَ، حيث إنه حج لمرتين، واعتمر العديد من العمرات.
بعد أن عاد من السعودية (حيث يعمل) تقابلنا للمرة الأولى، لكن حصل ما لم يكن في الحسبان، حيث وللآسف الشديد ضعفنا: قبلني ولامسني في بعض الأماكن في جسمي، مع العلم أن فكرة الزواج قد عدلنا عنها لأسباب تخص مستقبله (والتي لم أكن مقتنعة بها).
والله سيدي: لم أقبل أن أكلمه وأن أتعرف عليه إلا لأنه عرض علي فكرة الزواج، ولم أكن أتصور أني في يوم من الأيام سوف أضعف وأنساق إلى هوى نفسي.
أنا نادمة جداً، ولا أدري ما أفعل لأكفر عن الذنب الذي ارتكبته؟
سدد الله خطاكم لصالح الدين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فقد أخطأت كثيراً فيما سبق، إذ أن الحديث بين الجنسين ممنوع شرعاً مهما كانت النيات طيبة، لأنه تتسلل معه نزعات الشيطان وتسويلاته، فيؤدي إلى مالا تحمد عقباه، ومنه ما ذكرت.
فعليك الآن المبادرة إلى قطع صلتك بهذا الشاب الأجنبي عنك نهائياً، إلا أن يخطبك من أهلك ويعقد عليك بشروط العقد الشرعية، ثم المبادرة إلى التوبة نصوحاً مما كان منكما، وعدم العود إلى مثله أبداً، مع الإكثار من الاستغفار.
ومن تاب تاب الله تعالى عليه، لكن ينبغي التوبة النصوح التي لا عودة فيها إلى عصيان الله تعالى أو إلى ما لا يرضيه، مع التصميم على عدم العود والندم والإكثار من الاستغفار والعمل الصالح.
ويتم تطبيق ذلك عملياً بالبعد عن أسباب المعاصي، ومجاهدة النفس وعدم الاستسلام لها إن أمرت بما لا يحل، قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا﴾ [العنكبوت:69]، وقال أيضًا: ﴿وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى﴾ [النازعات:40-41]، ثم الانشغال بطاعة الله سبحانه تعالى ومراقبته وكثرة الذكر له، والتذكر الدائم للموت.
وعليك بعد التوبة النصوح أن تتضرعي إلى الله تعالى بتفريج كربك وتيسير أمرك، لا سيما في الثلث الأخير من الليل فإنه وقت إجابة.
وأسأل الله لك التوفيق.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.