2009-07-27 • فتوى رقم 38536
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
توفيت والدتي يوم السبت 18-7-2009 وقام عمي (أخو أبي ووالد زوجتي) بعمل عرس لابنه بعد يومين من موت والدتي أي يوم 20-7-2009. وكان نتيجة ذلك شجار كبير بين العائلتين، وخصوصا كانت العائلتان لديهما مشاكل سابقة، وكان أولاد عمي لا يسلمون على والدي ووالدتي، وكنت أنا أسلم على عمي وزوجته وأولاده وبناته.
فما حكم عمل عمي؟ هل يصح قول درء المفاسد (المشاكل العائلية) أولى من جلب المصالح (الزواج)؟
ألا يعتبر العرف أو العادات والتقاليد حكما يمنع الزواج لمدة أشهر، ألا يعتبر طلبي من زوجتي عدم حضور العرس أمرا حسب القوامة شرعيا لي، وعليها الطاعة؟ وما الحكم إذا لم تسمع طلبي؟
وجزاكم الله خيرا ووفقكم الله لما يحب ويرضى.
وما حكم زوجتي إذا منعتها من حضور العرس؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فالحداد على الميت لا يكون إلا ثلاثة أيام، والحزن على الميت لا يجوز بعد ثلاثة أيام من وفاة الميت لأي من أقاربه أو أصحابه أو غيرهم سوى الزوجة فتحزن على زوجها مدة العدة لحديث حميد بن نافع عن زينب بنت أبي سلمة قالت: لما جاء نعي أبي سفيان من الشام دعت أم حبيبة رضي الله عنها بصفرة في اليوم الثالث فمسحت عارضيها وذراعيها، وقالت إني كنت عن هذا لغنية لولا أني سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تحدَّ على ميت فوق ثلاث إلا على زوج فإنها تحد عليه أربعة أشهر وعشراً)) رواه البخاري، ولا اعتبار بالعرف إن خالف الشرع، فكان على عمك أن يؤجل عرسه حتى تمضي ثلاثة أيام، وأنصحك الآن أن تعمل على إصلاح الأمور وبسط العلاقات الطيبة بين الأسرتين ولك بذلك أعظم الأجر، وسيكون ذلك لك ذخرا يوم القيامة إن أخلصت فيه النية لله تعالى، قال تعالى: ((وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ))[الحجرات:9]، أما عن منع زوجتك من العرس فانظر ما تحققه المصلحة في إعادة الروابط بين الأسرتين واعمل وفق هذه المصلحة، وعلى زوجتك أن تطيعك في ذلك، وأسأل الله لك التوفيق.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.