2006-03-11 • فتوى رقم 3855
ماهي أحكام وشروط جمع الصلاة؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
يباج جمع الصلاتين عند بعض الفقهاء للحاج في عرفات ومزدلفة فقط، وبعضهم يبيح الجمع فوق ذلك للسفر وللمطر والبرد،
فشروط السفر المبيح للجمع أن تكون المسافة بين بلدكم الذي أنتم مستوطنون فيه وبين المكان الذي تسافرون إليه لا تقل عن /90/ كم، وأن لا تنووا الإقامة في البلد الذي تسافرون إليه لمدة /15/ يوما فأكثر:
1- شروط صحّة جمع التّقديم:
ذهب جمهور الفقهاء القائلين بجواز الجمع إلى أنّه يشترط لجمع التّقديم أربعة شروط :
أوّلها: البداءة بالأولى من الصّلاتين كالظّهر والمغرب لأنّ الوقت لها والثّانية تبع لها والتّابع لا يتقدّم على متبوعه، فلو صلّى العصر قبل الظّهر أو العشاء قبل المغرب لم يصحّ الظّهر في الصّورة الأولى ، ولا العشاء في الثّانية، وعليه أن يعيدها بعد الأولى إذا أراد الجمع.
ثانيها: نيّة الجمع ومحلّها الفاضل أوّل الصّلاة الأولى ويجوز في أثنائها إلى سلامها.
ثالثها: الموالاة بين الصّلاتين وهي أن لا يفصل بينهما زمن طويل، أمّا الفصل اليسير فلا يضرّ، لأنّ من العسير التّحرّز منه.
فإن أطال الفصل بينهما بطل الجمع سواء أفرّق بينهما لنوم، أم سهو، أم شغل، أم غير ذلك.
والمرجع في الفصل اليسير والطّويل العرف كما هو الشّأن في الأمور الّتي لا ضابط لها في الشّرع أو في اللّغة كالحرز والقبض وغيرهما.
وقدّر بعض الحنابلة والشّافعيّة الفصل اليسير بقدر الإقامة، وزاد الحنابلة وقدر الوضوء.
رابعها : دوام سفره حال افتتاح الأولى والفراغ منها وافتتاح الثّانية، فإذا نوى الإقامة أثناء الصّلاة الأولى، أو وصل إلى بلده وهو في الأولى، أو صار مقيماً بين الصّلاتين انقطع الجمع لزوال سببه، ولزمه تأخير الثّانية إلى وقتها.
2- شروط صحّة جمع التّأخير
يشترط لصحّة جمع التّأخير نيّة الجمع قبل خروج وقت الأولى بزمن لو ابتدئت فيه كانت أداء ، فإن أخّرها بغير نيّة الجمع أثم وتكون قضاء لخلوّ وقتها عن الفعل أو العزم.
وزاد الشّافعيّة شرطاً آخر لجمع التّأخير وهو دوام سفره إلى تمام الصّلاتين ، فإن أقام قبل فراغه منهما أصبحت الأولى قضاء.
أمّا الحنابلة فيشترطون استمرار السّفر إلى حين دخول وقت الثّانية ، وعليه فلا يضرّ زوال السّفر قبل فعل الصّلاتين وبعد دخول وقت الثّانية.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.