2009-07-28 • فتوى رقم 38550
السلام عليكم يا شيخ: أرجو الجواب على سؤال خطير للغاية و هو:
مات جدي منذ أربع سنوات وترك أبي وعمي وخمس عماة لي وجدتي التي تبلغ من العمر 75 عاما، وهي لا تريد أن تعطيهم حقوقهم في الإرث، فعماتي فقيرات، وإحداهن ماتت جراء مرض في القلب وهي أستاذة تربية إسلامية، وكانت تتمنى أخذ الإرث لإجراء عملية القلب وزادت الأمور تعقيدا، وأما الأخرى فهي تستاجر غرفة من طين لتدرس بناتها، فالكل يريد الإرث، ولكن جدتي (سامحها الله) لا تريد إعطاءهم إياه، وتضرب كل من لمح لها به، ولو بالتي هي أحسن وتقول: أنا التي قمت بعمل كل هذه الخيرات، وليس أبوكم، مع العلم أنها كانت ربة بيت، وهي الآن تعيش في بيتين كل واحد في مدينة، وتحرث الراضي وكل هذه الأشياء هي من حق الورثة، وهي الآن متمتعة فيها، وتحرم أبناءها، نحن نتعامل معها بالتي هي أحسن وأبي وعماتي وعمي يخافون إذا تحدثو معها في أمر الإرث أن يقع لها مكروه، ولكن طمعها أدى بها أيضا إلى إنشاء قطيعة بين أبنائها، فأبي لا يتكلم مع عمي بسببها، فهي تمنع أبي من زيارة أخيه، وعن إعطاء المال إلى أخته وأنا أرى أبي مستاءً مقهورا خائفا من سخط الله إذا لم تتم قسمة ذلك الإرث ومن سخط الأم إذا قسم ذلك الإرث أنه لسؤال محير، أفدنا يا شيخ.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فالتركة ملك لجميع الورثة (بعد إخراج الديون والوصايا منها)، ولكل من الورثة أن يطالب بنصيبه منها، ولا يجوز لأحد أن يغتصب حق آخر منها، وإن فعل فقد أثم وسيحاسبه الله تعالى على ذلك إلا أن يسامحه صاحب الحق بذلك، فعليكم أن تنصحوا هذه الجدة بلطف وحكمة ولين بضرورة تقسيم التركة إن كنتم تريدون ذلك، مع العلم أن الأم لا تجاب إن طلبت قطع الرحم إذ قطع الرحم محرم، ولا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، فعلى أبيك أن يصل إخوته ويدفع المال لأخته إن احتاجت، وأسأل الله لكم التوفيق.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.