2009-07-27 • فتوى رقم 38573
السلام عليكم ورحمةالله وبركاته
أنا عصبية جداً، ووالدتي دائماً تقوم بتصرفات لا ترضيني، حتى أسلوبها في الكلام مع الآخرين ومع والدي لا يعجبني.
وقد نبهتها آن ذلك لا يصح أن يكون، ونصحتها.
بعد ذلك أصبحت أرفع صوتي عليها، وبعد ذلك أندم على ما فعلت، وعندما تهدأ أطلب منها أن تسامحني فتقول: سامحتك، ولكنها ليست راضية في نفسها، وكل يوم أكرر نفس العمل، وقد لا أطلب منها مسامحتي.
أعلم أنني سأعاقب على ذلك يوم القيامة، لكني عصبية.
فماذا أفعل لأرضي الله وأرضيها؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فحق الأبوين على الأولاد كبير جداً، ولا يجوز للأولاد التنكر لهذا الحق، فعليهم القيام به في حدود الإمكان، وعليهم أيضاً ترك محاسبة الآباء أو الأمهات عما يصدر منهم، فبرُّ الوالدين باب عظيم من أبواب الخير والقرب من الله تعالى لا ينبغي للولد أن يحرم نفسه من ولوج هذا الباب، وفيه سعادة الدارين.
ولذلك فإنني أنصحك بأن تحسني لأمك قدر إمكانك، وتحاولي برها بكل الطرق الممكنة، وبالقدر الذي لا يلحق بك ضرراً، وعدم عقوقها أو معاملتها بالغلظة والشدة، قال الله تعالى: ﴿وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا﴾ [الإسراء:23].
وتذكري وصية الله بالوالدين يزول ما في نفسك من مشاعر، وتذكري حنوها عليك وتربيتها لك في صغرك.
وعليك الإلحاح في دعاء الله تعالى أن يزيل عنك الحال الذي تصفين، وأن يبدل حالك إلى أحسن منها.
وأنت بعد ذلك تحاسبين على الأفعال لا على المشاعر التي لا تستطيعين تغييرها.
وأسأل الله تعالى أن توفقي لبر والدتك، وأن تعينك هي على ذلك.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.