2009-08-05 • فتوى رقم 38782
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عندي مسألة فيما يخص شراء شقة بقرض من بنك ربوي، كما هو معلوم أن شراء شقة من دون قرض هو صعب المنال، فقد قمت مسبقا بدفع عربون إلى مالك الشقة كي أحجزها ولجأت إلى بنك إسلامي كي أتجنب الربا، البنك اشترط 40% من قيمة الشقة كدفعة أولى، مع العلم أني لا أملك كامل المبلغ في الوقت الحالي، انطلاقا من قاعدة الضرورات تبيح المحظورات سؤالي يشمل حالتين: إذا لم أوفر الدفعة الأولى للبنك الإسلامي هل يجوز اللجوء لبنك ربوي الذي لا يطلب دفعة أولى؟
وفي حال توفر الدفعة الأولى ورفض البنك الإسلامي إعطائي القرض، هل يجوز اللجوء لبنك ربوي؟
أفيدونا جزاكم الله خيرا.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فلا يجوز لك أخذ القرض ما دام بفائدة، للنهي عن ذلك بقوله تعالى: ﴿وَأَحَلَّ اللّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا﴾ [البقرة:275]، والربا من أشد المحرمات عند الله تعالى، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ﴾ [البقرة:278]، ولا يباح الربا إلا لضرورة، وهي خشية الهلاك بدونه، وعدم وجود طريق آخر لدفع الهلاك، فالاقتراض بالربا لشراء بيت محرم إذا لم يكن ضرورياً، والضروري هو خيمة بالإيجار، فمن تيسر له خيمة بالإيجار بدون ربا حرم عليه الربا، ومن لم يتيسر له ذلك حل له الأخذ بالربا بمقدار أجرة الخيمة أو أقل مسكن يؤويه مع أسرته، ويحرم عليه الربا فيما فوق ذلك، لأن الضرورات تقدر بقدرها.
فعليك أن تفتش عن حل آخر غير القرض الربوي، وأرجو أن توفق لذلك، وقال تعالى : (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ) [الطلاق : 3]، ومن ترك شيئاً لله عوضه الله تعالى خيراً منه.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.