2009-08-04 • فتوى رقم 38824
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين.
كيف أتوب عن قتل أبي، فإن كانت بقية الأسرة لا تعلم بأنني القاتل، وأنا تائب لله ونادم ندماً شديداً.
هل يسترني الله يوم القيام أمام بقية أهلي، وهل لهم علي حق؟
هل من ستره الله في الدنيا، ستره يوم القيامة؟
جزاكم الله كل خير.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فأكثر بعد التوبة النصوح من العمل الصالح، فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إن الله يدني المؤمن فيضع عليه كنفه ويستره فيقول: أتعرف ذنب كذا، أتعرف ذنب كذا؟ فيقول: نعم، أي رب، حتى إذا قرره بذنوبه ورأى في نفسه أنه هلك، قال: سترتها عليك في الدنيا وأنا أغفرها لك اليوم، فيعطى كتاب حسناته. وأما الكافر والمنافق فيقول الأشهاد ﴿هؤلاء الذين كذبوا على ربهم ألا لعنة الله على الظالمين﴾. أخرجه البخاري ومسلم.
ثم استر نفسك، وادع الله تعالى كما سترك في الدنيا أن يسترك في الآخرة، فقد قال صلى الله عليه وسلم: «كلّ أمّتي معافىً إلاّ المجاهرين، وإنّ من المجاهرة أن يعمل الرّجل باللّيل عملاً ثمّ يصبح وقد ستره اللّه فيقول: يا فلان عملت البارحة كذا وكذا، وقد بات يستره ربّه ويصبح يكشف ستر اللّه عليه».
واستر زلات غيرك من المؤمنين كي تنال ما وعد الرسول صلى الله عليه وسلم حين قال: «من ستر مسلماً ستره اللّه يوم القيامة» أخرجه البخاري ومسلم.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.