2009-08-06 • فتوى رقم 38846
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السؤال: كنت أتردد إلى بيت أحد أقاربي الذي لديه 6بنات بعمر الزواج، كانوا يسهلون لي الخلوة بإحدى البنات (أخواتها) لفترة قد تصل للساعة لكي أتعلق بها وأخطبها للزواج، وبعد عدة خلوات أصبحنا نعامل بعضنا كزوجين حيث أننا فعلنا كل شيء إلا فض البكارة، بل وفعلنا الشذوذ، الآن والحمد لله تبت منذ 3 سنوات، وقطعت زياراتي إليهم
فهل أنا مجبور شرعا بالزواج ممن عاشرتها شذوذا، وعلمتها ما لم تكن تعلم، مع العلم أنها الآن ترفض كل الخطاب؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فلا يلزمك أن تتزوج من هذه الفتاة، لكن إن أردت ذلك وعلمت صدق توبتها فلا مانع من الزواج منها.
وما فعلته سابقاً من أكبر المعاصي، وعليك التوبة منه فوراً إلى الله تعالى، وعدم العود إلى مثله أبداً، فالله تعالى نهانا عن ذلك فقال: ﴿وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً﴾ [الإسراء:32]، وقال أيضا: ﴿وَلاَ تَقْرَبُواْ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ﴾ [الأنعام:151].
ومن تاب تاب الله تعالى عليه، لكن ينبغي التوبة النصوح التي لا عودة فيها إلى عصيان الله تعالى أو إلى ما لا يرضيه.
والآن عليك ستر نفسك، وعدم إخبار أحد بما كان منك، والتوبة الصادقة النصوح التي يتبعها عمل صالح تمحو الذنوب كلها بإذن الله تعالى، قال تعالى: ﴿إِلا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً﴾ [الفرقان:70].
ويتم تطبيق ذلك عملياً بالبعد عن أسباب المعصية ذاتها، ثم البعد عن رفقة السوء، وصحبة الصالحين وملازمتهم، ثم الانشغال بطاعة الله سبحانه تعالى ومراقبته وكثرة الذكر له، والتذكر الدائم للموت، وأسأل الله لك الهداية والاستقامة عليها.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.