2009-08-12 • فتوى رقم 38999
السلام عليكم ورحمة الله تعالي وبركاته، فضيلة الشيخ الكريم أنا أريد أن أقولكم أنني الآن أصلي وأقوم الليل وأبكي دائما عند كل صلاة من خشية الله، ولكن لا أعرف كيف أقع في معصية الله ومع ذلك ازدادت شهوتي بكثير وأصبح في ضيق وهم، وأصبح الشيطان مختلطا في دمي، هل هذا ابتلاء من الله أم أن الشيطان يريد أن يبعدني عن ربي، السؤل إذا كان الإنسان يعمل المعصية ثم يندم على فعلها ويتوب إلى الله، ولكن بعد ذلك بمدة يعود إلى هذه المعصية مرة أخرى، ثم يندم ويتوب ثم يعود إليه، وهكذا!! فماذا يفعل؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فعليك بمجاهدة النفس، والتذكر الدائم لله تعالى، وأنه مطلع على جميع حركاتك وسكناتك، لا تخفى عليه خافية، وعليك أن تكثر من الالتجاء إلى الله تعالى، وتعلن له عجزك وضعفك، وتطلب العون والثبات منه، فذلك أنفع علاج لما تعاني منه، مع البعد عن أسباب المعاصي ومقدماتها، فذلك يقيك الوقوع فيها.
وإن وقعت _لا قدر الله_ في المعصية فأتبعها بتوبة صادقة نصوح، بالاستغفار والندم على المعصية والعزم الأكيد على عدم العود إليها، فبذلك يغفر الله لك إن شاء الله تعالى، فإن عدت إلى المعصية فعد إلى التوبة النصوح من جديد، روى أحمد في المسند عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم « إِنَّ الْمُؤْمِنَ إِذَا أَذْنَبَ كَانَتْ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ فِي قَلْبِهِ، فَإِنْ تَابَ وَنَزَعَ وَاسْتَغْفَرَ صُقِلَ قَلْبُهُ، وَإِنْ زَادَ زَادَتْ حَتَّى يَعْلُوَ قَلْبَهُ ذَاكَ الرَّيْنُ الَّذِي ذَكَرَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي الْقُرْآنِ (كَلاَّ بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ)، فلا بد من التيقن بعد التوبة النصوح بأن الله تعالى غفر ومحى الذنب، فالتائب من الذنب كمن لا ذنب له.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.