2009-08-13 • فتوى رقم 39027
أنا أسكن في قرية سكانها لا يطبقون تعاليم الإسلام، كلهم يستمعون للأغاني، ويكفرون.
هل من المحرم أن أجلس مع أصدقائي وهم يستمعون للأغاني، وأنا لاأحب الأغاني؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فالغناء إذا لم يرافقه محرمٌ لا مانع منه، ومن المحرمات التي قد ترافقه: الموسيقى سوى الدف، وأن يكون بصوت امرأة يسمعه الأجانب من الرجال، أو أن يكون فيه اختلاط الرجال بالنساء من غير حجاب، أو أن يكون معه شرب خمره، أو إن يكون بألفاظ فيها إثارة أو تشبيب أو.... فإذا رافقه محرم حرم لما رافقه.
ثم إنه من الواجب على المسلم النصح للغير بحكمة وموعظة حسنة، ودون فضح له، يتولى الرجال نصح الرجال، والنساء نصح النساء.
ثم يكثر من الدعاء للمقصرين بالهداية، ولا يكن عوناً للشيطان عليه، فقد أخرج البيهقي في شعب الإيمان عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: (إذا رأيتم أخاكم زل زلة فقوموه وسددوه، وادعوا الله أن يتوب عليه ويراجع به إلى التوبة، ولا تكونوا أعوانا للشيطان عليه).
وأخرج الطبراني في الكبير عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: (إذا رأيتم أخاكم قارف ذنبا فلا تكونوا أعوانا للشيطان عليه، تقولوا: اللهم اخزه، اللهم العنه... ولكن سلوا الله العافية؛ فإنا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم كنا لا نقول في أحد شيئا حتى نعلم على ما يموت، فإن ختم له بخير علمنا أنه قد اصاحب خيرا، وإن ختم له بشر خفنا عليه عمله).
فإن فعل ذلك أعفي من المسؤولية إن شاء الله تعالى، سواء أنفع ذلك مع الغير أم لم ينفع.
قال تعالى لرسوله الكريم محمد صلى الله تعالى عليه وسلم: ﴿إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ﴾ [القصص:56].
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.