2009-08-14 • فتوى رقم 39092
طبيعة عملنا التجارية تقتضي مخالطة النساء.
فتدخل المرأة المحل، وتريد أن تعرض لها ما عندك، مما يضطرني في كثيرٍ من الأحيان إلى النظر إلى النساء، وطبيعة البلد الذي نحن فيه 90% من النساء متبرجات بدون حجاب.
نحاول غض البصر قدر الإمكان، لكنه جهاد شاق.
فهل نحن آثمون لأننا لا نستطيع غض البصر بشكل دائم، والحل هو أن نجلس في بيوتنا، وبذلك نأمن غض البصر؟
بارك الله فيكم.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فغض البصر عما حرم الله تعالى واجب على المسلم، قال تعالى: ﴿قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ﴾ [النور:30].
فعليك أن تلتزم بذلك وتجاهد نفسك، ومما يعينك عليه الشعور بأنه واجب من الله تعالى أوجبه علينا، ونحن عبيده، وعلينا أن نلزم بما أمرنا به، وأن تستشعر أن الله مطلع عليك في جميع أحوالك، فكيف تعصيه؟!
وأن الله تعالى أنعم عليك بنعمة البصر، فعليك أن تشكره عليها، فلا تستعملها في غير ما يرضيه.
فإن فعلت ذلك أبدلك الله تعالى سعادة تجدها في قلبك، ففي مسند الإمام أحمد عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: (النّظرة سهم مسموم من سهام إبليس، من تركها من مخافتي أبدلته إيماناً يجد له حلاوة في قلبه).
وإن لم تتمكن من غض البصر عن المحرم، فأرشدك إلى أن تبحث عن عمل آخر ليس فيه احتكاك بالنساء، وتأمن فيه من الفتنة.
وأسأل الله تعالى لك التوفيق.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.