2009-08-16 • فتوى رقم 39137
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الفاضل أنا لدي صديق للأسف نصحته وأستمر في نصيحته للطريق الصحيح منذ 3 سنوات, للأسف هو يفتخر بالمعاصي ويخبر بها الناس كلها ويتفاخر فيها وعلاوة على ذلك أنه للأسف لا يصلي ويجاهر بالإفطار في شهر رمضان ويفتخر فيه, وأنا أنصحه وأحاول إيصال النصائح له بشتى الطرق ومن درجة نصيحتي له سماني دكتور ناصح استهزاءاً بي، فماذا أفعل هل أقطع علاقتي معه مع أن علاقتي معه قوية ولكن تعتب من كثر ما أنصحه ومللت ولا أقدر أن لا أنكر أفعاله؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فعليك أن تحاول جاهداً نصيحة صديقك هذا، وإخراجه مما هو فيه من وقوع في المحرمات، فإن استجاب فبها ونعمت، ولك الأجر في ذلك.
وإلا فلتكن علاقتك به رسمية جداً ما دام مصراً على المعاصي مقترفاً لها، وتدعو الله تعالى أن يهديه، إنه على ذلك قدير، وإن علمت أن هجره يفيد في إصلاحه فاهجره، فالمجاهر بالمعاصي يُهجر إن أفاد ذلك في ردعه.
روى البخاري عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ((كُلُّ أُمَّتِي مُعَافًى إِلَّا الْمُجَاهِرِينَ، وَإِنَّ مِنْ الْمُجَاهَرَةِ أَنْ يَعْمَلَ الرَّجُلُ بِاللَّيْلِ عَمَلًا ثُمَّ يُصْبِحَ وَقَدْ سَتَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ فَيَقُولَ: يَا فُلَانُ عَمِلْتُ الْبَارِحَةَ كَذَا وَكَذَا، وَقَدْ بَاتَ يَسْتُرُهُ رَبُّهُ، وَيُصْبِحُ يَكْشِفُ سِتْرَ اللَّهِ عَنْهُ)).
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.