2009-08-16 • فتوى رقم 39166
بسم الله الرحمن الرحيم
عقدت زواجي منذ شهر ونصف تقريبا من فتاة من عائلة محترمة، ولكننا أجلنا ليلة الدخلة لحين عودتي من السفر وقد اختليت بها وقد جمعنا بعد القبلات والعناق فقط قبل سفري، ولكن بعد سفري بأيام طلبت منها بالتليفون أشياء أن تنفذها مثل عدم الخروج أو التأخير ولكنها كانت تخرج وكانت تعتذر لي لأن خروجها كان لأمور ضرورية فقررت أن أستخدم معها أسلوب التهديد حتى تنفذ أوامري، فكنت باستمرار أتصل بها بشكل دائم وأقول لها أنها لا تنفذ أوامري والاستمرار بهذه الطريقة لا أستطيع أن أتحملها وعليها أن تحدد من الآن ما الذي تريده معي، فإن استمرت على هذا فأنا لا أستطيع أن أستمر على هذا الوضع، وكل هذا كان بدافع التخويف والترهيب من ناحيتي، وقلت لها أيضا أنني أسرعت في عقد قراني عليها، وكان من المفروض أن نتمهل في هذا الأمر حتى نعرف طباعنا، وتحدثت مع أهلها فى الأمر وقلت لهم أنني لا أستطيع تحمل الوضع بهذا الشكل حتى يدفوعها لتنفيذ أوامري، وفي ذات مرة علمت أنها خرجت لأمور هامة، ولكن لم أقدر هذا الأمر فغضبت منها وشعرت أنها لم تأخذ تهديدي وكلامي السابق بالجد والأهمية فأرسلت لها رسالة بالموبيل قلت لها أن تبلغ أخيها أن علاقتي بها انتهت، وأنا أبلغت أخواتي فعلا، ولكن كانت نيتي هي أن تأخذ كلامي بالأهمية وتخاف مني عندما تجد أخواتي يتحدثون معها في الأمر بهذا الشكل حتى أنني سألت نفسي ماذا أفعل إن أخذ الموقف شكلا جديا مع أهلها مع أن نيتي في الأمر معها هو تهديدها وتخويفها.
بالله عليكم ماذا أفعل هل أكمل معها، فأنا لا أنام منذ أيام لأنني أحبها حتى أنني بدأت أشك في نيتي إن كان كلامي في تلك اللحظات هو تركها أم تهديدها؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فالأمر في ذلك إليك، وعليك بصلاة الاستخارة فبها يوجهك الله تعالى إلى ما فيه الخير إن شاء الله تعالى، فهو وحده علام الغيوب، وصلاة الاستخارة تكون بصلاة ركعتين لله تعالى نفلاً في وقت تكون فيه نفس المصلي مطمئنة ومرتاحة، ويحسن أن تكون بعد صلاة العشاء، وفي غرفة هادئة، فيصلي المستخير لله تعالى في أمر مباح ركعتين، ثم يجلس بعدهما متجها للقبلة ويدعو الله تعالى بدعاء الاستخارة المأثور، (اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فاقدره لي ويسره لي، ثم بارك لي فيه، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فاصرفه عني واصرفني عنه، واقدر لي الخير حيث كان، ثم رضني به)، ثم يسمي حاجته، ثم يغمض عينيه ويتفكر في قضيته التي يريد الاستخارة فيها، فإن انشرح قلبه لها مضى فيها، وإلا أعرض عنها، فإذا لم يحس بشيء يصلي لله تعالى ركعتين مرة ثانية، ثم يدعو الله تعالى مثل الأولى، ويتفكر أيضا ، فإذا لم يتضح له شيء يعيد الصلاة والدعاء والتفكر إلى سبع مرات، ثم ينام ويترك أمره لله تعالى، وهو سوف يوفقه إلى ما فيه الخير من حيث لا يدري إن شاء الله تعالى. وليس هنالك سور محددة لصلاة الاستخارة، وإذا قرأ المستخير في الركعة الأولى (قل يا أيها الكافرون)، وفي الثانية (قل هو الله أحد)، كان حسناً.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.