2009-08-17 • فتوى رقم 39175
السلام عليكم ورحمة الله
معلوم أن شريعة الإسلام بها الثواب والعقاب، وبتطبيق ذلك على العلاقة الزوجية أجدني في حيرة من أمري، فكيف تتساوى زوجة مطيعة صادقة ملتزمة بحقوق زوجها، قائمة بشؤونه وشؤون بيته على خير ما يرام، مع زوجة متكبرة مهملة مقصرة كسولة دائمة السهو، لا تتودد لزوجها ولا تقابل إحسانه ولا حتى بكلمة شكر، وتمنعه حقه وترفض خدمته وخدمة البيت!
إن سكت الزوج مات كمداً، وإن طلقها خسر الجلد والسقط، وإن أنبها ورفع صوته عليها أو قابل إساءتها بمثلها كان لها حق التطليق للضرر، مع أخذ كامل حقوقها!
إنني لا أستطيع أن أتفهم أن يكافأ المعتدي أو المهمل أو المتعالي، فكيف تكون الزوجة هي البادءة بالإساءة والمتسببة بالشقاق بسبب تصرفاتها غير المسؤولة، ثم يحق لها طلب الطلاق للضرر- إن احتج زوجها ورفع صوته عليها يوما أو وبخها بكلمة شديدة- مع أخذ كامل حقوقها؟
هل هذه شريعة الإسلام حقاً، وهل المطلوب من الزوج أن يصبح خرقة بالية في بيته، وإلا عوقب بالتالي:
1- خسارة مقدم الصداق والشبكة، ودفع مؤخر الصداق.
2- الطرد من بيته إن كان له أبناء في سن الحضانة.
3- خسارة قيمة منقولات اشتراها بماله وسجلها باسم الزوجة.
4- نفقة عدة ومتعة بالآلاف.
وهذه الخسائر الباهظة، خاصة مع اتجاه المجتمع للمغالاة في المهور والشروط، تعني حكماً عاجلاً بإفلاس الزوج.
وبالنسبة لما ورد في سورة النساء في التعامل مع الزوجة الناشز، فإن الوعظ نادراً ما يجدي مع زوجة ملأ الكبر والتحدي والعناد نفسها, والهجر في الفراش نادرا ما يلجأ إليه الزوج، لأن الزوجة غالبا ما تكون هي المبادرة به عقابا للزوج على جرأته في الاعتراض على تصرفاتها، إضافة إلى أن معظم النساء مع انتشار الختان لسن تواقات للجماع، لدرجة أن يؤدبهن الهجر في الفراش, والضرب غير المبرح لا معنى له، وكل ما سيفيد فيه هو منح الزوجة مبررا جاهزا على طبق من فضة للتشهير بالزوج، ثم طلب الطلاق للضرر!
وإذا سلمنا للزوجة بحق طلب الطلاق للضرر في حالة ما إذا كان الزوج معتديا على حقوقها وغير أمين عليها، فكيف تتساوى مع الزوجة التي اعتدت وتجبرت ونشزت وتحدت فطلقها الزوج المغلوب على أمره، فكلاهما يحصلان على ما يسمى بحقوق الزوجة الشرعية.
إن العرب قديما قالوا "من أمن العقوبة أساء الأدب".
ويبقى السؤال الحائر: ألا يوجد في شريعة الإسلام المحكمة نص ما في كتاب أو سنة أو قياس يسمح بعقاب الزوجة الناشز عقابا حقيقيا، غير تطليقها وإعطائها كامل حقوقها؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فبإمكانك الاطلاع على مبحث الشقاق بين الزوجين وطرق علاجه في كتابي "مشكلات أسرية وعلاجها على ضوء الشريعة والقانون"، وكتابي "الطلاق"، وهما موجودان في الموقع ضمن "المكتبة الإلكترونية".
أو الذهاب إليهما مباشرة عبر الرابط:
http://www.islamic-fatwa.com/index.jsp?inc=16&cat=7&type=3&lang=ar
و:
http://www.islamic-fatwa.com/index.jsp?.
inc=16&cat=5&type=3&lang=ar
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.